القاهرة: الأمير كمال فرج.
في سباق محتدم، تتجه شركات التكنولوجيا الكبرى نحو نموذج إعلاني جديد حيث يصبح المستهلك روبوتًا، وهو ما يؤكد سطوة الذكاء الاصطناعي، فمن الرابح من هذا التحول؟.
بينما يستمر الذكاء الاصطناعي في تغيير ملامح الاقتصاد والعالم، تعمل Google بصمت على إحداث تحول جذري في عالم الإعلان. فوفقًا لما أورده موقع Semfor، غيّر الذكاء الاصطناعي بشكل كبير طريقة عمل الإعلانات في محركات البحث لدرجة أن جوجل باتت مجبرة على إعادة كتابة القواعد التي وضعتها بنفسها.
من أبرز التوجهات الجديدة لـ Google هو إنشاء بيئة رقمية تتنافس فيها الشركات المعلنة على جذب انتباه وكلاء الذكاء الاصطناعي بدلًا من البشر. كان أرافيند سرينيفاس، مؤسس شركة Perplexity المتخصصة في "البحث بالذكاء الاصطناعي"، قد توقع هذا التحول في بداية العام الجاري.
ترى Google ، كونها أكبر شركة بحث في العالم، أن عليها بناء هذا النظام البيئي الجديد للحفاظ على مكانتها، وقد بدأت بالفعل في تطبيق بروتوكولات جديدة لضمان استمرارية ريادتها.
ضمن بروتوكولها الجديد الذي يحمل اسم "Agent2Agent"، تقوم Google بتدريب الروبوتات على التواصل فيما بينها وتنفيذ المهام، بما في ذلك المعاملات المالية. ويشير Semfor إلى أن هذا البروتوكول سيكون على الأرجح الخطوة الأولى نحو بناء صناعة إعلانية جديدة وجريئة، حيث يصبح وكلاء الذكاء الاصطناعي هم المستهلكون، خاصة وأن البشر قد فوضوا إليهم مهامًا روتينية مثل "شراء الأشياء".
إذا كنت تجد صعوبة في فهم كيف يمكن لهذا الترتيب أن يكون أفضل من نموذج الإعلانات الحالي المليء بالمشكلات، فأنت لست وحدك. لكن يبدو أن هذا الالتباس لا يوقف أيًا من الأطراف المشاركة في إنشاء هذا النظام الإعلاني الجديد لمحركات البحث.
بطبيعة الحال، يكمن وراء هذا النموذج الجديد والمعقد الفيل الاقتصادي في الغرفة: وهو أننا نتجه بسرعة نحو ركود اقتصادي يتفاقم بسبب الرؤساء التنفيذيين الجشعين الذين يقومون بفصل الموظفين البشريين لصالح الذكاء الاصطناعي (بعض هؤلاء الموظفين يعاد توظيفهم كعمال متعاقدين عندما يثبت أن التكنولوجيا رديئة جدًا لتقوم بعمل مماثل).
في محاولة لاستعادة جزء من الإيرادات التي لا مفر من خسارتها جراء التراجع الاقتصادي، يبدو أن المعلنين مستعدون لتجربة أي شيء ليروا ما سينجح، حتى لو كان ذلك يعني المشاركة في خطة خاسرة على الأرجح لن تعود عليهم إلا بفتات مما كانوا يكسبونه في السابق.
تجدر الإشارة إلى أن قبضة Google المحكمة على الإعلان كانت مشكلة قائمة منذ فترة طويلة قبل أن يبدأ الذكاء الاصطناعي في التسلل إلى كل جانب من جوانب حياتنا الرقمية. والآن، يبدو أن Google قد تبدأ في حصد ما زرعته بقوة، ولكن للأسف، سنظل نحن البشر عالقين في خضم هذا الاضطراب القادم.