القاهرة: الأمير كمال فرج.

اجتمعت نخبة من أبرز العقول في مجال الذكاء الاصطناعي خلال عطلة نهاية الأسبوع لمناقشة "التحول ما بعد البشري" – وهو تمرين محفز للعقل يهدف إلى تخيل مستقبل تتخلى فيه البشرية طوعًا عن السلطة، أو ربما تورث الوجود بأكمله، لنوع من الذكاء الخارق.

ذكر تقرير نشرته مجلة Wired، أن "هذا اللقاء الاستثنائي تم تظيمه من قبل رائد الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، دانييل فاجيلا. وشمل الحضور مؤسسي شركات ذكاء اصطناعي تتراوح قيمتها بين 100 مليون دولار و 5 مليارات دولار، ومعظم المفكرين الفلسفيين المهمين حول الذكاء الاصطناعي العام"، كما ذكر فاجيلا بحماس في منشور على LinkedIn ".

نظم فاجيلا هذا اللقاء في قصر تبلغ قيمته 30 مليون دولار في سان فرانسيسكو لأن "المختبرات الكبيرة، والأشخاص الذين يعلمون أن الذكاء الاصطناعي العام من المرجح أن ينهي البشرية، لا يستطيعون الحديث عن ذلك لأن الحوافز لا تسمح بذلك"، حسبما صرح فاجيلا لـ "وايرد".

سمحت هذه الندوة للحاضرين والمتحدثين على حد سواء بالانغماس في رؤية خيالية إلى حد كبير لمستقبل يصبح فيه الذكاء الاصطناعي العام (AGI) حقيقة واقعة، بدلاً من أن يكون مجرد حلم بعيد لتقنية ليست قريبة حتى من الوجود.

لقد تحدثت شركات الذكاء الاصطناعي، وعلى الأخص OpenAI، مطولاً عن رغبتها في تحقيق الذكاء الاصطناعي العام، وإن كان ذلك غالبًا دون تعريف واضح للمصطلح.

مخاطر الذكاء الخارق

لا تزال مخاطر السباق نحو ذكاء خارق محل نقاش حاد، حيث سبق للملياردير إيلون ماسك أن جادل بأن الذكاء الاصطناعي غير المنظم قد يكون "أكبر خطر نواجهه كحضارة". كما حذر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، من الأخطار التي تواجه البشرية، بما في ذلك زيادة عدم المساواة والتحكم في السكان من خلال المجسات الجماعية، نتيجة لتحقيق الذكاء الاصطناعي العام – الذي يعتبر الأولوية القصوى لشركته.

لكن في الوقت الحالي، هذه نقاط خلافية إلى حد كبير يطرحها أفراد غارقون في محاولة طمأنة المستثمرين بأن الذكاء الاصطناعي العام قاب قوسين أو أدنى. وبالنظر إلى الحالة الراهنة لنماذج اللغات الكبيرة التي لا تزال تهلوس بشكل كبير وتفشل في أبسط المهام، يبدو أننا لا نزال بعيدين جدًا عن النقطة التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتجاوز فيها القدرات الفكرية للبشر.

إنهيار النماذج

في الأسبوع الماضي فقط، أصدر باحثون في شركة Apple ورقة بحثية مدمرة ألقت بظلال من الشك على قدرات "الاستدلال" لأحدث وأقوى نماذج اللغات الكبيرة، مجادلين بأنها "تواجه انهيارًا كاملاً في الدقة بعد مستويات معينة من التعقيد".

ومع ذلك، بالنسبة للمطلعين والمؤمنين بالتقنية، فإن الذكاء الاصطناعي العام هو مسألة "وقت" وليس "إذا". تحدث المتحدثون في حدث نهاية الأسبوع عن كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يبحث عن قيم أعمق وعالمية لم تكن البشرية على دراية بها بعد، وأنه يجب تعليم الآلات السعي وراء "الخير"، أو المخاطرة باستعباد كيان قادر على المعاناة.

استشهد فاجيلا بالمثل بفلاسفة مثل باروخ سبينوزا وفريدريش نيتشه، داعيًا البشرية إلى البحث عن القيمة التي لم تكتشف بعد في الكون.

بناء مخبأ للذكاء

قال فاجيلا للمجلة: "هذه المجموعة تدعو لإبطاء تقدم الذكاء الاصطناعي، إن أمكن، للتأكد من أننا نسير في الاتجاه الصحيح".

لقد كانت دعوات التحذير من الذكاء الاصطناعي العام حاضرة بقوة، وقد وصل الأمر إلى حد اقتراح بناء "مخبأ" أو "ملجأ" للذكاء قبل إطلاق الذكاء الاصطناعي العام بشكل كامل. هذه الفكرة، التي طرحها بعض كبار العلماء والباحثين في هذا المجال، تعكس مستوى القلق العميق من العواقب غير المتوقعة لإطلاق قوة ذكاء خارق.