القاهرة: الأمير كمال فرج.

بينما يستثمر المديرون التنفيذيون بكثافة في الذكاء الاصطناعي ويدفعون باتجاه اعتماده على مستوى الشركة، يتخلف معظم الموظفين عن الركب، وفي استطلاع أجرته مؤسسة Gallup، تبين أن ثلثا العمال لم يستخدموا الذكاء الاصطناعي في عملهم قط، و4% فقط يستخدمونه يوميًا. والنتيجة هي اتساع الفجوة في مهارات الذكاء الاصطناعي بين من يواكبون التغيير ومن يواجهون خطر التخلف عن الركب.

ذكرت كارولين كاستريلون في تقرير نشرت مجلة Forbes  أن "تطوير الكفاءة في الذكاء الاصطناعي لم يعد أمرًا اختياريًا؛ بل أصبح ضرورة لأي مسار مهني. والخبر السار هو أنه لم يفت الأوان بعد للحاق بالركب. إليك 10 طرق لبناء مهاراتك في الذكاء الاصطناعي بغض النظر عن دورك الحالي أو خلفيتك التقنية".

1. ابدأ بالدورات الاحترافية المجانية

أصبحت عوائق بناء مهارات الذكاء الاصطناعي أقل من أي وقت مضى، وذلك بفضل الدورات المجانية الشاملة المقدمة من شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة. تقدم أكاديمية OpenAI ورش عمل يقودها خبراء، ودروسًا تعليمية عبر الإنترنت، ومشاركة مجتمعية مصممة لتطبيقات العالم الحقيقي. في الوقت نفسه، أطلقت شركة Anthropic دورة "إتقان الذكاء الاصطناعي: الإطار والأساسيات"، وهي دورة تم تطويرها بالشراكة مع البروفيسور جوزيف فيللر من جامعة كورك والبروفيسور ريك داكان من كلية رينغلينغ للفنون والتصميم.

يقول داكان: "أنشأنا هذا الإطار لأن الناس يحتاجون إلى أكثر من مجرد توجيهات أفضل (prompts). إنهم يحتاجون إلى مهارات عملية لمعرفة متى يفوضون المهام للذكاء الاصطناعي، وكيفية تقييم مخرجاته، ومتى يحافظون على الحكم البشري. الطلاب والمهنيون الذين سيزدهرون هم أولئك الذين يتقنون مهارات التعاون هذه."

2. ركز على التطبيقات العملية

لا تحتاج إلى فهم خوارزميات التعلم الآلي لتطوير مهارات الذكاء الاصطناعي. بدلاً من ذلك، ركز على كيفية حل الذكاء الاصطناعي للمشكلات في عملك المحدد:

    حدد المهام المتكررة في سير عملك اليومي، مثل صياغة رسائل البريد الإلكتروني، وتحليل البيانات، وإنشاء المحتوى، أو تجميع الأبحاث.
    جرب بعض أدوات الذكاء الاصطناعي لصياغة اتصالات مهنية، وتحليل بيانات جداول البيانات، أو استلهام أفكار المشاريع.
    تدرب باستمرار بدلاً من التجريب العشوائي.
    وثق ما ينجح عن طريق الاحتفاظ بسجل للتطبيقات الناجحة.

تصبح هذه البيانات لا تقدر بثمن عند مناقشة مهاراتك في الذكاء الاصطناعي مع المديرين أو أثناء مراجعات الأداء.

3. وسع شبكتك بالانضمام إلى مجتمعات الذكاء الاصطناعي

تسهل مجموعات مجتمع OpenAI Academy التعلم من نظير إلى نظير من خلال الشبكات المحلية وعبر الإنترنت. ابحث عن مجموعات الذكاء الاصطناعي الخاصة بصناعتك على LinkedIn أو Discord أو أي منصات أخرى حيث يشارك المحترفون حالات الاستخدام الواقعية، ويحلون التحديات، ويناقشون الأدوات الناشئة. غالبًا ما توفر هذه المجتمعات رؤى عملية أكثر من التدريب الرسمي ويمكن أن تسرع تطوير مهاراتك في الذكاء الاصطناعي. يمكنك حتى بدء مجموعة نقاش حول الذكاء الاصطناعي في العمل لمساعدة زملائك على تبادل المعلومات وتطبيع استخدام الذكاء الاصطناعي.

4. طور مهارات هندسة الأوامر للذكاء الاصطناعي

يتطلب التفاعل الفعال مع الذكاء الاصطناعي تعلم كيفية التواصل بوضوح مع أنظمة الذكاء الاصطناعي. لهذا السبب، تعد هندسة الأوامر (Prompt Engineering)، وهي فن صياغة تعليمات فعالة لأدوات الذكاء الاصطناعي، مهارة حاسمة. تدرب على كتابة أوامر محددة وغنية بالسياق للذكاء الاصطناعي.

بدلاً من: "ساعدني في كتابة رسالة بريد إلكتروني عمل." جرب هذا: "اكتب رسالة بريد إلكتروني مهنية للمتابعة إلى عميل فاتته اجتماعنا، مع الحفاظ على نبرة ودودة وإعادة جدولة الموعد للأسبوع المقبل."
كلما كانت مدخلاتك أكثر تحديدًا، كانت مخرجات الذكاء الاصطناعي أكثر فائدة.

    ادرس أنماط الأوامر الناجحة من مجتمعات الذكاء الاصطناعي التي تشارك قوالب فعالة.
    كيّف هذه القوالب لقطاعك ودورك.
    أنشئ مكتبة شخصية للأساليب المجربة والمثبتة.

هندسة الأوامر هي مهارة تتحسن بالممارسة، لذا ركز على تكرار وتحسين نهجك مع كل تفاعل.

5. ادمج الذكاء الاصطناعي في سير عملك ببطء

بدلاً من إصلاح عملية عملك بالكامل، أدخل أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل تدريجي. ابدأ بمهمة واحدة محددة في الأسبوع لتقليل الشعور بالإرهاق مع بناء الثقة من خلال الانتصارات الصغيرة.

ابدأ بالتطبيقات منخفضة المخاطر. استخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء قوالب جداول أعمال الاجتماعات، أو تلخيص المستندات، أو إنشاء مسودات للمراسلات الروتينية. مع اعتيادك على هذه التطبيقات، انتقل تدريجيًا إلى معالجة تحديات أكثر تعقيدًا.

6. ابقَ على اطلاع دائم بتطورات أدوات الذكاء الاصطناعي

يتطور مشهد الذكاء الاصطناعي بسرعة، مع إطلاق أدوات وميزات جديدة بانتظام.

    قم بإعداد تنبيهات Google لـ "أدوات الذكاء الاصطناعي" في صناعتك.
    تابع مدونات شركات الذكاء الاصطناعي واشترك في النشرات الإخبارية.
    خصص 15 دقيقة أسبوعيًا لاستكشاف تطبيقات الذكاء الاصطناعي الجديدة.
    تحقق من الإصدارات التجريبية المجانية أو الأساسية دون التزام مالي.
    اقرأ لقادة الفكر والممارسين في مجالك الذين يناقشون بنشاط تطبيق الذكاء الاصطناعي.

هذا يبقيك متقدمًا على زملائك بينما يكشف لك عن التطبيقات العملية قبل أن تصبح سائدة.

7. تدرب على مشاركة فوائد الذكاء الاصطناعي مع الآخرين

تتضمن مهارات الذكاء الاصطناعي الحقيقية توصيل قيمته للزملاء والمديرين والعملاء. طور تفسيرات بسيطة تركز على النتائج التجارية بدلاً من الميزات التقنية. بدلاً من شرح كيفية عمل معالجة اللغة الطبيعية، صف كيف ساعدك الذكاء الاصطناعي على تقليل وقت إعداد التقارير بنسبة 40%. تطوع لمشاركة اكتشافات الذكاء الاصطناعي مع فريقك. تعليم الآخرين يعزز تعلمك بينما يضعك كمورد معرفي، مما يؤدي إلى فرص لقيادة مبادرات أو تدريب الذكاء الاصطناعي.

8. جرب لحل المشكلات بطريقة إبداعية

استكشف الإمكانات الإبداعية للذكاء الاصطناعي باستخدام الأدوات لإنشاء حلول متعددة للتحديات المعقدة أو استلهام أساليب جديدة ومبتكرة. اطلب من الذكاء الاصطناعي معالجة قيود الميزانية من خمسة وجهات نظر مختلفة أو إنشاء بدائل إبداعية للعمليات القياسية. هذا التجريب يبني الثقة في مرونة الذكاء الاصطناعي بينما يطور قدرتك على التفكير بإبداع مع الذكاء الاصطناعي كشريك. وثق اللحظات الفاصلة عندما يساعدك الذكاء الاصطناعي على رؤية المشكلات بشكل مختلف. تظهر هذه الرؤى مهارات متقدمة في الذكاء الاصطناعي تتجاوز أتمتة المهام الأساسية.

9. قسّم قيمة مهارات الذكاء الاصطناعي الخاصة بك وانقلها

تتبع المقاييس الملموسة التي توضح قيمة مهاراتك في الذكاء الاصطناعي.

    قس الوقت المحفوظ، تحسينات الجودة، تخفيض التكاليف، أو زيادة الإنتاج من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بك.
    أنشئ مقارنات قبل وبعد توضح كيف عزز الذكاء الاصطناعي عملك.
    استخدم أمثلة محددة مثل "استخدام الذكاء الاصطناعي لتجميع الأبحاث قلل وقت إعداد المشروع من 4 ساعات إلى 45 دقيقة مع تحسين النطاق."

    شارك هذه النتائج مع مديرك أثناء المراجعات أو اجتماعات الفريق.

يجعل التأثير الكمي للذكاء الاصطناعي مهاراتك ملموسة ويضعك كشخص يمكنه تحقيق قيمة تجارية قابلة للقياس من خلال تبني التكنولوجيا.

10. ابنِ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والتفكير النقدي

طور حكمك على استخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية من خلال تعلم متى تحتاج مخرجات الذكاء الاصطناعي إلى التحقق البشري، وفهم قيود التحيز، والتعرف على المهام التي تتطلب بصيرة بشرية. تدرب على تقييم توصيات الذكاء الاصطناعي بشكل نقدي بدلاً من قبولها بشكل أعمى. ادرس إرشادات الأخلاقيات وأفضل الممارسات للذكاء الاصطناعي في صناعتك للبقاء على اطلاع.

يصبح هذا المكون من التفكير النقدي ذا قيمة متزايدة حيث تسعى المنظمات إلى توظيف موظفين يمكنهم التنقل بذكاء في قدرات وقيود الذكاء الاصطناعي. ستجعلك قدرتك على استخدام الذكاء الاصطناعي بحكمة، وليس فقط بشكل متكرر، تتميز كممارس موثوق به للذكاء الاصطناعي.

سباق مهارات الذكاء الاصطناعي في سوق العمل مستمر

بينما يظل العديد من المهنيين على الهامش، فإن أولئك الذين يطورون مهارات الذكاء الاصطناعي بشكل استباقي سيصبحون لا غنى عنهم لمؤسساتهم. من خلال تبني هذه الاستراتيجيات، يمكنك تحويل الذكاء الاصطناعي من تقنية مخيفة إلى حليف مهني قوي.

تذكر، تطوير مهارات الذكاء الاصطناعي لا يتطلب منك أن تصبح خبيرًا تقنيًا. إنه يتعلق بالتفكير الاستراتيجي وحل المشكلات ومعرفة كيفية الاستفادة من أحدث الأدوات لتحقيق النتائج. في بيئة عمل تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي، فإن استعدادك للتعلم والتجريب والتكيف سيميزك ويمنحك ميزة مهنية حاسمة.