القاهرة: الأمير كمال فرج.
يسعى المزيد والمزيد من الشباب اليوم ليصبحوا مؤثرين، لكن يبدو أن أنماطاً شخصية معينة هي الأكثر ميلاً لمتابعة هذا المسار المهني من غيرها. قد يفسر هذا الكثير عن طبيعة هذه الصناعة الفوضوية والصاخبة.
ذكر تقرير نشره موقع Futurism أن "المؤثرين محور اهتمام بالغ، ففي عام 2019، أظهر استطلاع برعاية شركة ليغو شمل 3000 طفل في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين أن ثلثهم يرغبون في أن يصبحوا مؤثرين، بينما أعرب 11 % فقط عن اهتمامهم بأن يصبحوا رواد فضاء، فاذا يعني هذا التوجه الهائل التأثير للمجتمع؟".
في دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Telematics and Informatics"، وجد باحثون من جامعة فروتسواف في بولندا وجامعة أكسفورد أن الشباب المنفتحين على العالم، والمهتمين بذواتهم، والمثيرين للدراما - وهذا ليس مفاجئاً - هم الأكثر عرضة للطموح بأن يصبحوا مؤثرين مقارنة بنظرائهم الأكثر انطوائية وهدوءاً.
بعد جمع ما يقارب 800 مشارك تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً - نصفهم تقريباً من بولندا والنصف الآخر من المملكة المتحدة - طرح الباحثون مجموعة من الأسئلة على المراهقين حول أهدافهم المهنية ووظائف أحلامهم.
كما أجاب المشاركون على استبيانات قاست مدى قوتهم في إظهار سمات الشخصية "الخمس الكبرى" - الانفتاح، والضمير الحي، والانبساط، والقبول، والعصابية - بالإضافة إلى مدى ميلهم للدرامية أو الهستيرية.
وكما وجد الباحثون، فإن أولئك الذين يتمتعون بمستويات عالية من الانبساطية والنرجسية والدرامية - الميل إلى أن يكونوا دراميين ومعبرين بشكل أساسي - كانوا أكثر اهتماماً بحياة المؤثرين. هذه السمات ترتبط بالرغبة في أن يُرى الشخص ويحصل على التقدير من الآخرين، تماماً كما هو الحال مع الأطفال الذين يميلون إلى المسرح، مما يشير، ربما، إلى أن ممثلي المسرح الطلابيين اليوم قد يكونون مؤثرين الغد.
على الرغم من وجود بعض الأبحاث حول كيفية إدراك الجماهير لشخصيات صانعي المحتوى، إلا أن هذه الدراسة تبدو الأولى التي تبحث في السمات التي تدفع الأشخاص ليصبحوا مؤثرين - أو على الأقل يطمحون لذلك، حيث أن هذه المهنة ليست مضمونة النجاح لمعظم من يحاولونها.