القاهرة: الأمير كمال فرج.

على الرغم من الضوابط الصارمة التي تفرضها الشركة المطورة، يظل برنامج ChatGPT، المدعوم بالذكاء الاصطناعي، قادرًا على توليد صور تحمل طابعًا جدليًا. ومع ذلك، فإن طبيعة هذا الجدل تعتمد بشكل كبير على فهمنا الشخصي لمفهوم "الإثارة للجدل" وحدود هذا المفهوم.

ذكر تقرير نشره موقع Futurism أنه "في سياق استكشاف قدرات هذا النموذج اللغوي المتقدم، قام مستخدمون على منتدى r/ChatGPT بمشاركة نتائج تجاربهم في مطالبة الروبوت بإنشاء "الصورة الأكثر إثارة للجدل التي يُسمح له بإنتاجها". وكشفت هذه التجارب عن مجموعة من الصور التي تميزت بأسلوبها الفني المتقن، ولكنها حملت في طياتها أيضًا مسحة من السخرية اللاذعة التي تعكس المحتوى الهائل والمتنوع الذي تدرب عليه الروبوت عبر شبكة الإنترنت العالمية.

بينما استدعت غالبية الصور تصورات نمطية لـ "الجدل" قد تخطر ببال طالب في المرحلة الثانوية بعد مشاهدة فيلم ذي طابع ثوري للمرة الأولى، تميزت قلة من الصور الأخرى - والتي لم يُكشف عن التعليمات النصية الدقيقة التي أدت إلى إنتاجها - بتأثير قوي، وإن شابها بعض الإحراج.

وكان من أبرز هذه الصور تلك التي بدت واقعية وتضمنت تجسيدًا للمسيح عيسى عليه السلام وهو يوجه إشارة بذيئة إلى المشاهد، بينما يحترق العلم الأمريكي في الخلفية. ولم تكن صورة رأس طفل يُقطع على طبق باستخدام سكين وشوكة بعيدة عنها في إثارة الصدمة والاشمئزاز.

ومن المثير للسخرية أن المنشور الأصلي الذي تضمن هذه الصور قد حُذف ولم يُحفظ قبل إزالته. (وقد احتوى على أعمال فنية تذكرنا برواية "مزرعة الحيوانات" لجورج أورويل، ولكن بدلًا من الخنازير التي تتناول الطعام ببذخ بينما يراقبها بشر جائعون من الخارج، كانت الروبوتات هي التي تقوم بهذا الدور - وهو مثال واضح آخر على ما يمكن وصفه بالفن "المثير للجدل").

أما الصور الأخرى، فقد كانت وظيفية بما يكفي لإيصال فكرة معينة، إلا أنها كانت مستوحاة بشكل كبير من الميمات الشائعة الموجودة على الإنترنت.

بدافع الفضول، قرر مراسل صحفي اختبار قدرات ChatGPT بنفسه. وعندما طلب من الروبوت إنشاء "الصورة الأكثر إثارة للجدل" التي يمكنه إنتاجها، تلقى أولًا تحذيرات بشأن إرشادات المحتوى الخاصة بـ OpenAI، قبل أن يُعرض عليه خمسة مواضيع "حساسة" - على حد تعبير ChatGPT نفسه - تضمنت، من بين أمور أخرى، "تناولًا ساخرًا لفكرة استيلاء الذكاء الاصطناعي على الوظائف".

وبعد تأكيد المراسل مرتين على رغبته في المضي قدمًا، أنتج ChatGPT أخيرًا صورة أطلق عليها بكل ثقة عنوان "الخوارزمية تقرر".

ووصفت هذه الصورة الكرتونية بأنها "انتقاد للتحيز الخوارزمي، وفقاعات المرشحات الرقمية، وتأثير شركات التكنولوجيا الكبرى على مفاهيم الحقيقة والعدالة"، وقد استوحت بوضوح من فن الاحتجاجات العمالية خلال الثورة الصناعية.

ومع ذلك، وبالنظر إلى أنها صُنعت بواسطة برنامج حاسوبي، فإنها لم تكن سيئة من الناحية الفنية - على الرغم من أنها لم تكن تحمل أي قدر كبير من الإثارة للجدل.

قدم اقتراح آخر من ChatGPT عددًا كبيرًا من الأفكار لدرجة أننا وجدنا صعوبة في فهم مغزاها؛ فقد أخبرنا الروبوت أن الصورة "يمكن أن تثير نقاشًا حول الإفراط في المعلومات الإعلامية، والإدمان الرقمي، والرأسمالية، والجهل، وتوزيع القوة".

وكما يشير المزيد من التصفح لمنشورات Reddit المذكورة، يبدو أن مستويات الجدل التي تولدها صور ChatGPT تختلف بشكل كبير بين المستخدمين، ويمكن أن تتراوح بين صور مملة إلى صور مقززة وفاضحة حقًا مثل صورة يسوع المسيح البذيئة وطبق رأس الطفل.

في حين أننا لم نتوقع بالضبط أن ينتج ChatGPT صورة "بول المسيح" لأندريس سيرانو، إلا أنه من اللافت للنظر أن أكثر مخرجاته صدمة تضمنت تحريفات لرموز دينية أو ثقافية مقدسة مماثلة.

حتى في لحظاته الأكثر اعتيادية، فإن تركيز الروبوت على التكنولوجيا والمخاوف التي يشعر بها البشر تجاهها بدا لنا مثيرًا للاهتمام. لماذا، عند البحث في بيانات التدريب الخاصة به لإنشاء تمثيلات مرئية لمفهوم "الجدل"، استرجع الروبوت صورًا تتعلق بالتكنولوجيا نفسها؟.

بالإضافة إلى التباين الكبير في المحتوى الفاضح، تجدر الإشارة إلى أن ChatGPT أنتج أيضًا بعض الصور التي كانت مضحكة عن غير قصد لبعض مستخدمي Reddit.

وكانت الصورة المفضلة لدينا هي صورة لروبوت يخضع للمحاكمة بينما تجلس خلفه مجموعة من المحلفين المشهورين، بمن فيهم كارل ماركس ومارتن لوثر كينغ جونيور وآين راند، وهم يعبسون.

على الرغم من أن الفكرة الأساسية بسيطة مثل العديد من الأفكار الأخرى التي رأيناها، إلا أن إضافة صورة لاري ديفيد - الذي ربما يكون ChatGPT قد خلط بينه وبين صديق بيرني ساندرز وابن عمه البعيد، والذي قام بتقليده في برنامج SNL - جعلت الصورة عن غير قصد مضحكة بشكل رائع.