القاهرة: الأمير كمال فرج.
على الرغم من التفاؤل المصاحب لإطلاق ميزة التوصية بالمنتجات في ChatGPT، والتي تعد خطوة طموحة من OpenAI نحو دمج الذكاء الاصطناعي في تجربة التسوق، فإن الاختبارات الأولية تكشف عن وجود ثغرات جوهرية.
ذكر تقرير نشره موقع Futurism إن "ChatGPT تلقى للتو تحديثًا كبيرًا يهدف إلى التوصية بمنتجات محددة للمستخدمين، لكنه لا يزال يعاني من مشكلة الذكاء الاصطناعي القديمة نفسها: إجابات تبدو جيدة في البداية، ولكنها قليلة المنطق عند فحصها بشكل أكثر دقة".
على عكس السابق، سيعرض روبوت الدردشة الخاص بـ OpenAI الآن بطاقات منتجات مفيدة، والتي عند النقر عليها، تفتح شريطًا جانبيًا داخل نافذة الدردشة لعرض معلومات مفصلة حول خيارات التسوق الخاصة بك، بما في ذلك صور المنتجات، والأسعار لدى مختلف تجار التجزئة، وملخصات لتقييمات المستخدمين، ومربع نص يصف "سبب إعجابك بهذا المنتج".
يمكنك أيضًا التمرير فوق بطاقة المنتج لإظهار زر "اسأل عن هذا المنتج"، والذي يتيح لك طرح أسئلة محددة على ChatGPT حول العنصر. وفي الخلفية، سيتذكر ChatGPT تفضيلاتك لعرض نتائج أكثر تخصيصًا لك. وبمجرد اختيار ما تريده، سيوجهك روبوت الدردشة إلى موقع بائع التجزئة لإتمام طلبك.
عندما اختبر موقع "The Verge" هذه الوظائف الجديدة بشكل مباشر، ظهرت بعض المشكلات على الفور، ففي البداية، واجه ChatGPT صعوبة في الإبلاغ بدقة عن معلومات حول المنتجات التي لم يتم طرحها بعد - مثل جهاز Nintendo Switch 2 المطلوب بشدة، والذي لا يتوفر حاليًا إلا للطلب المسبق.
وكتب جاي بيترز من الموقع: "بينما أقر ChatGPT بأن تجار التجزئة شهدوا 'عمليات بيع سريعة'، فقد ذكر أن متجر Nintendo الخاص 'My Nintendo Store' كان أحد هؤلاء التجار - على الرغم من أنه لم يبدأ المبيعات بعد".
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن روبوت الدردشة أوصى ببعض البائعين المشكوك فيهم ويبدو أنه اخترع تجار تجزئة آخرين من العدم.
وكتب بيترز: "أشار ChatGPT أيضًا إلى بعض 'البائعين الخارجيين وتجار التجزئة المتخصصين' الذين يقدمون على ما يبدو طلبات مسبقة، بما في ذلك قائمة بقيمة 710 دولارات على eBay ، ومنصة لم أسمع بها من قبل ولا يمكنني العثور عليها على Google تسمى 'Store Collectibles'".
فبخصوص eBay، تحدث ChatGPT عن منتج لن يبدأ شحنه حتى شهر يونيو، وكان عليك أن تدفع مئات الدولارات مقابل الطلب المسبق، وبخصوص Store Collectibles كان عليك أن تتعامل مع بائع تجزئة مجهول، مما يدل على خلل في قدرته على تمييز المصادر الموثوقة وتقديم معلومات دقيقة للمستخدمين.
واختتم بيترز قائلاً: "كما هو الحال مع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الأخرى، يجب عليك بالتأكيد التحقق جيدًا مما تعرضه نتائج التسوق في ChatGPT."
وعلى أي حال، تعتبر هذه خطوة جريئة إلى الأمام بالنسبة لـ OpenAI. وتلاحظ مجلة "Wired" أن ميزة منتجات ChatGPT ستشكل تحديًا لـ Google Shopping، ولكن مع اختلاف رئيسي: لا توجد إعلانات ولا محتوى مدعوم.
على الأقل في الوقت الحالي. تساهم الإعلانات والمحتوى المدعوم في إيرادات البحث الضخمة لـ Google، والتي حققت للشركة أكثر من 50 مليار دولار في الربع الأول وحده. وقد يكون الاستفادة من هذا السوق الذي تبلغ قيمته تريليون دولار مربحًا للغاية لـ OpenAI إذا بدأت في الحصول على حصة مما توصي به أو تقديم الإعلانات والرعاية.
وأخيرًا، قد تجد الشركة الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي طريقة لتحقيق إيرادات حقيقية وربما حتى تحقيق ربح - لأنها بالتأكيد ليست على المسار الصحيح للقيام بذلك من خلال مبيعات اشتراكات ChatGPT في الوقت الذي لا تزال تتحمل فيه تكاليف حوسبة باهظة.
وعندما سألت مجلة "Wired" رئيس قسم منتجات البحث في OpenAI، آدم فراي، عن هذه الإمكانية، رفض استبعادها. وبدلاً من ذلك، أكد فراي على أن OpenAI تركز أولاً على تجربة المستخدم وستقوم بتطوير تسوق ChatGPT مع اكتساب المزيد من المعرفة من إطلاقه.