القاهرة: الأمير كمال فرج.
في السنوات الأخيرة، شهدت الأبحاث المتعلقة بالتأثيرات الطبية للقنب نتائج متباينة؛ إذ لم يظهر أنه ضار بشكل كبير، لكنه لم يخلُ من مخاوف صحية واجتماعية.
ومع ذلك، لدينا الآن أخبار واعدة من عالم مستخدمي القنب الطبي، تشير إلى أن تناول القنب بوصفة طبية يحسن بشكل ملحوظ أعراض العديد من الأمراض، بما في ذلك القلق والأرق والألم المزمن، بالإضافة إلى تحسين عام في جودة الحياة.
هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة نُشرت في مجلة PLOS One، والتي وجدت أن مرضى القنب الطبي في أستراليا حافظوا على تحسينات صحية كبيرة على مدار عام كامل.
صرّح مؤلفو الدراسة: "هذه أخبار واعدة للمرضى الذين لا يستجيبون للأدوية التقليدية لهذه الحالات".
تم اختيار المرضى من البالغين المصابين بأمراض مزمنة متنوعة، والذين شاركوا في دراسة سابقة تتبعت استجابتهم لزيت القنب الموصوف. ولتوسيع نطاق هذا العمل، تابع مؤلفو الدراسة الأخيرة معظم هؤلاء المرضى (2353 من أصل 2744) لمدة اثني عشر شهرًا أخرى، وقاموا بتقييم تقدمهم باستخدام استبيانات.
كانت النتائج مشجعة: استمر التحسن الأولي الذي شهده المرضى في جودة حياتهم المرتبطة بالصحة (HRQL)، وهو مقياس لتقييم تأثير صحة الشخص على حياته اليومية، لمدة عام كامل. وشمل ذلك تخفيف أعراض القلق والاكتئاب والأرق والألم العضلي الهيكلي المزمن. وذكر المؤلفون أنه على الرغم من أن البيانات كانت ذاتية التقرير، إلا أن التحسينات كانت ذات دلالة سريرية.
باختصار، تشير النتائج إلى أن فوائد القنب الطبي تمتد على المدى الطويل. ومع ذلك، هناك تحذير هام، وهو أن الدراسة لم تتضمن مجموعة تحكم، مما يعني أنه لا يمكن ربط الفوائد بثقة بالقنب نفسه.
ومع ذلك، فإن بحثًا رصديًا حديثًا آخر يكرر بعض النتائج هنا. في استطلاع شمل 1000 شخص، قال 70 %cمن المشاركين إن تناول القنب الطبي ساعدهم على النوم بشكل أفضل من أدوية النوم الموصوفة فعليًا، كما ذكرت مجلة Forbes. وقال 91 % إن القنب كان أكثر فعالية من حلول النوم التي تُصرف دون وصفة طبية.
ولكن هذا العمل أيضًا يستدعي إخلاء مسؤولية كبير: فقد تم إجراؤه من قبل شركة القنب الطبي الألمانية، Bloomwell Group، لذا فليكن ذلك في اعتبارك. ومع ذلك، تدعي الشركة أنها أكبر دراسة استقصائية في أوروبا لاستكشاف القنب الطبي كمساعد للنوم حتى الآن.
صرّح جوليان ويشمان، المدير الإداري لشركة Bloomwell، لمجلة Forbes: "يقطع هذا الاستطلاع شوطًا طويلاً في إضفاء الشرعية على خطورة اضطرابات النوم والتأثير الذي تحدثه هذه الحالات على حياة الناس، بالإضافة إلى تقديم أدلة واقعية من المرضى على أن القنب الطبي علاج فعال للغاية".
مع كل ما قيل، من السابق لأوانه اعتبار القنب، طبيًا أو غير طبي، علاجًا نهائيًا للنوم. فالأدبيات العلمية متباينة: فقد وجدت بعض التجارب المعشاة ذات الشواهد أن القنب يحسن النوم لدى البالغين المصابين بالأرق، ولكن أبحاثًا أخرى تشير إلى أن الاعتماد المنتظم على هذه المادة للنوم يؤدي بالفعل إلى تدهور النوم. ومع ذلك، لا يمكن إنكار فائدته كوسيلة لتخفيف عبء العديد من الحالات الطبية المزمنة.