القاهرة: الأمير كمال فرج.

يتحمل الآباء مسؤولية جسيمة في تنشئة الأبناء، فهم يشكلون أفرادًا صغارًا ليصبحوا بالغين مسؤولين وواعين بمسؤولياتهم تجاه مجتمعهم. تتضمن التربية التعامل مع مواقف متنوعة، بعضها قد يكون غير سار ويتطلب فهمًا أعمق أو معرفة متخصصة أو حلولًا إبداعية لإدارة التحديات وشرحها للطفل بطريقة مناسبة. في هذا السياق، يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تبسيط وتسريع ليس فقط حل المواقف الصعبة، بل أيضًا التربية.

ذكر تقرير نشره موقع SentiSight أن "هناك عدة مجالات يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة فيها في التربية، حيث يمكن الاستعانة ببرامج التربية القائمة على الذكاء الاصطناعي في المهام اليومية أثناء تربية الأطفال، سواء في إيجاد حلول لمواقف تتطلب تفسيرات لقرارات قد لا تبدو مفضلة للطفل في الوقت الحالي، أو في استخدام الأدوات الرقمية للتعامل مع الأنشطة اليومية المختلفة".

مجالات يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة فيها في التربية

أولاً، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام البسيطة، مثل تخطيط قائمة طعام أسبوعية وإنشاء قائمة تسوق للعناصر الضرورية. بالنسبة للعائلات الكبيرة، يمكن لهذه الأدوات توفير قدر كبير من الوقت. علاوة على ذلك، ومن خلال إدخال تفضيلات الأطفال الغذائية على وجه التحديد، يمكن لهذه الأدوات إنشاء اقتراحات وجبات مخصصة ومناسبة لكل من البالغين والأطفال.

أخيرًا، بناءً على قائمة الطعام المخطط لها، يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء قائمة تسوق مفصلة وتنظيمها لضمان تجربة تسوق سلسة وفعالة. وبالمثل، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي تحسين الثقافة المالية والمساعدة في إنشاء ميزانية فعالة.

ثانيًا، هناك قلق متزايد بشأن تأثير وقت الشاشة على الأطفال الصغار وتطور اعتمادهم على التكنولوجيا. غالبًا ما يحاول الآباء الحد من وقت الشاشة، لكن هذا يثير تحديًا آخر: إيجاد أنشطة بديلة تكون جذابة ومسلية بما يكفي لجعل الأطفال ينسون أجهزتهم. هنا، يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة من خلال اقتراح أنشطة بناءً على الموارد المتاحة، مثل الألعاب وطبيعة الألعاب والفئة العمرية للطفل.

ثالثًا، عند مواجهة تحديات تربوية محددة وعدم معرفة كيفية التعامل مع موقف ما أو شرحه بشكل صحيح، يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء سيناريوهات تساعد في حل المشكلة بلطف ودون إثارة مشاعر سلبية إضافية.

أدوات تربوية محددة:

إحدى وظائف الذكاء الاصطناعي المذكورة هي القدرة على اقتراح خطة مفصلة بناءً على الموقف الموصوف. مثال على ذلك هو تطبيق "بريدا" (Breda App)، وهو أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي ونموذج ChatGPT مصممة للآباء وتقدم سيناريوهات تربوية لطيفة.

أداة مميزة أخرى هي "ناني إيه آي" (Nanni AI)، التي تستخدم خوارزميات ترجمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي قادرة على تحديد أنواع مختلفة من بكاء الأطفال وتحديد السبب المحدد وراءه. تركز هذه الشركة الناشئة على تحسين الرفاهية العامة من خلال تحسين جودة النوم لكل من الآباء والرضع، وتقدم أدوات لتتبع النوم والتغذية وتغيير الحفاضات.

يتطلب التطبيق، المشابه لتطبيق "شازام" (Shazam)، تسجيل بكاء الطفل، ثم يقوم بتصنيفه إلى جوع أو انزعاج أو مشاعر أو ألم، ويقدم السبب الأكثر احتمالًا بالإضافة إلى اقتراحات مهدئة. تعد الشركة بإجراء تحسينات إضافية على الخدمة، بما في ذلك القدرة المحتملة على اكتشاف بعض حالات البكاء الشاذة في المستقبل.

كلمة أخيرة:

في حين أن استخدام الأدوات الرقمية، وخاصة الذكاء الاصطناعي في التربية، قد يبدو غير معتاد وحتى مثيرًا للجدل – مما يثير تساؤلات حول كفاءة الوالدين وقدرتهم على التعامل مع المواقف المختلفة بشكل إبداعي وإدارة الوقت بفعالية – فإن استخدام هذه التطبيقات بحكمة وعمد يقدم للآباء خدمة مبتكرة يمكن أن تسهل الحياة اليومية بشكل كبير.