القاهرة: الأمير كمال فرج.
لطالما عُرِف أسطورة كرة القدم الأمريكية، توم برادي، بشغفه بالكمال، سواء في تسجيل الأرقام القياسية بجمع خواتم السوبر بول، أو في خياراته الاستثمارية التي تثير الجدل أحياناً. لكن يبدو أن برادي أضاف لقائمة اهتماماته شيئاً أكثر غرابة وعمقاً هذه المرة وهو الإستنساخ.
ذكر فرانك لانديمور في تقرير نشرته مجلة Futurism إن "مُدبِّر هجمات فريق نيو إنجلاند باتريوتس لسنوات طويلة كشف في مقابلة مع مجلة People يوم الثلاثاء، أن كلبته الحالية "جوني" مُستنسَخة لكلبته الراحلة "لوا"، التي توفيت قبل عامين تقريباً".
وقد اغتنم الفرصة أيضاً ليكشف أن عملية استنساخ الكلبة تمت بواسطة شركةColossal Biosciences، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية معروفة بمبادراتها لإعادة الأنواع المنقرضة ("إزالة الانقراض") والتي تصدرت عناوين الأخبار في وقت سابق من هذا العام لادعائها بإعادة الذئب الرهيب الذي انقرض منذ زمن طويل. بالطبع، برادي هو مستثمر في شركة Colossal.
الكلبة "لوا"، خليط من سلالة البولدوغ، توفيت في ديسمبر 2023. ووفقاً لبرادي، تم استنساخها باستخدام عينة دم جُمعت قبل وفاتها.
صرح بطل السوبر بول سبع مرات قائلاً: "أنا أحب حيواناتي. إنها تعني العالم لي ولعائلتي. قبل بضع سنوات، عملت مع Colossal واستفدت من تقنية الاستنساخ غير الجراحية لديهم من خلال سحب بسيط لعينة دم من كلبة عائلتنا المُسنّة قبل وفاتها."
وأضاف أن شركة Colossal "منحت عائلتي فرصة ثانية مع نَسْخٍ مُستنسَخ لكلبنا الحبيب."
💰 الاستنساخ التجاري وجدل "الإحياء" العلمي
يُعد الكلب المُستنسَخ لبرادي مثالاً آخر على عالم استنساخ الحيوانات المزدهر والمربح بالفعل. لا تزال الفكرة تبدو "مخيفة" للكثيرين. ولكن من خلال إعادة استنساخ الحيوانات الأليفة التي يعتز بها أصحابها وقد فقدوها، اكتسبت هذه الممارسة بعض القبول بين الأثرياء والمشاهير، نظراً لتكلفتها الباهظة حالياً.
يمكن القول إن الشركة الرائدة في مجال الاستنساخ هي "فياجين للحيوانات الأليفة والخيول" ViaGen Pets & Equine، التي اشتهرت بتزويد المغنية باربرا سترايسند ليس بنَسْخٍ واحد ولا اثنين، بل بثلاثة نُسَخٍ مُستنسَخة من كلبتها من سلالة Coton de Tuléar، وتدعي أنها استنسخت مئات الحيوانات الأليفة الأخرى. أخبر رئيسها التنفيذي مجلة The Atlantic أن أحد العملاء استنسخ حصانه خمسين مرة.
وهناك شركة أخرى، هي Trans Ova Genetics، تحقق أرباحها من خلال استنساخ الماشية. وغني عن القول، لقد قطعت هذه الممارسة شوطاً طويلاً منذ أن أصبحت النعجة "دوللي" أول حيوان ثديي مُستنسَخ في العالم من خلية بالغة في عام 1996.
هناك طريقة أخرى لفت بها الاستنساخ الجيني انتباه الجمهور، وهي من خلال الجهود المبذولة "لإحياء" الأنواع المنقرضة منذ فترة طويلة، مثل الماموث الصوفي، وهو ما تدعي شركة Colossal -التي استثمر فيها برادي- أنها تقوم به من خلال إنشاء "فئران صوفية" تحاكي الفراء الأشعث للثدييات المنقرضة.
على الرغم من أن Colossal تدعي أن إعادة هذه المخلوقات ستوفر نوعاً من المنفعة البيئية والعلمية، إلا أن العديد من العلماء يرون أن الفرضية الإيثارية "واهية في أحسن الأحوال"، ويتجسد ذلك في ادعاء الشركة المثير للدهشة بأن إطلاق أسراب من الماموث في القطب الشمالي يمكن أن ينقذ التربة الثلجية المعرضة للخطر في المنطقة من التغير المناخي عن طريق رصّ الجليد بخطواتها الثقيلة.
🤝 صفقة استحواذ ضخمة في عالم الاستنساخ
وبالحديث عن هذا الموضوع، يبدو أن هناك صراعاً خفياً على السلطة يدور وراء كواليس صناعة الاستنساخ. ففي نفس اليوم الذي شارك فيه برادي الأخبار حول حيوانه المُستنسَخ، أعلنت شركة Colossal أنها استحوذت على شركة Viagen.
وعلى غرار مُدبِّر هجمات يُنسب الفضل لنفسه في تنسيق خطة لعب عبقرية، أبدى برادي حماسه لإمكانات هذا التعاون في مجال الاستنساخ. وفي حديثه لمجلة People ، قال إنه "متحمس للكيفية التي يمكن بها لتقنية Colossal وViagen معاً أن تساعد كلاً من العائلات التي تفقد حيواناتها الأليفة المحبوبة، بينما تساعد أيضاً في إنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض."