القاهرة: الأمير كمال فرج.
في تحول كبير بموقفها، اعترفت شركة Google بأن "الويب المفتوح يتدهور بسرعة"، وذلك بعدما كانت تؤكد لشهور أن "الويب مزدهر".
ذكرت مجلة The Verge لأول مرة، حاولت عملاقة التكنولوجيا إثناء الجهات التنظيمية عن تفكيك أعمالها في مجال الإعلانات، بحجة أن ذلك سيضر بالناشرين الذين يعتمدون على إيرادات الإعلانات.
جادلت Google بأن تقسيم أعمالها الإعلانية "لن يؤدي إلا إلى تسريع" تفكك الويب المفتوح، وذلك قبيل محاكمة متعلقة بمكافحة الاحتكار في محكمة مقاطعة كولومبيا.
يعد هذا الاعتراف غريباً، خاصةً وأن من مصلحة Google التقليل من الدور الكبير الذي تلعبه في النظام التقليدي للويب. فقد تورطت الشركة في عدة دعاوى قضائية تتعلق بمكافحة الاحتكار، حيث وجدت الجهات التنظيمية أنها تتصرف بشكل مضاد للمنافسة، مستخدمة نفوذها لفرض مستوى غير مسبوق من السيطرة على الويب المفتوح.
في وقت سابق من هذا العام، فازت وزارة العدل الأمريكية بقضية منفصلة لمكافحة الاحتكار ضد Google ، حيث وجدت أن الشركة كانت تدير احتكاراً في مجال تكنولوجيا الإعلانات. وفي أغسطس 2024، حكم قاضٍ أيضاً بأن Google استغلت بشكل غير قانوني هيمنتها على الويب لخنق الابتكار وقمع المنافسة.
من الجدير بالذكر أن عملاقة البحث ترد على هذه الاتهامات؛ فقد صرح متحدث باسمها لـ The Verge بأن عبارة "يتدهور بسرعة" قد "أُخذت خارج سياقها"، وأنها لا تمثل الحقيقة الكاملة للوضع.
وقال المتحدث: "نحن نشير إلى أمر واضح: أن الاستثمارات في الإعلانات خارج نطاق الويب المفتوح، مثل التلفزيون المتصل ووسائل الإعلام التجارية، تنمو على حساب الإعلانات في الويب المفتوح".
سواء كانت العبارة مقتبسة من سياقها أم لا، فإن اختيار Google لهذه الكلمات يكشف عن وضع مأساوي يواجهه عدد لا يحصى من الناشرين الرقميين. فقد أصبح العديد منهم شديدي التأثر بالتغييرات التي تجريها الشركة على خوارزمياتها، وشهدوا انخفاضاً حاداً في حركة المرور، وبالتالي في إيرادات الإعلانات المصورة، بين عشية وضحاها، في وقت سابق من هذا العام، وذلك بسبب التغييرات التي تجريها جوجل خلف الكواليس.
ومما يزيد الطين بلة هو تبني Google للذكاء الاصطناعي، ووضعها ميزة "نظرات عامة بالذكاء الاصطناعي" AI Overviews المليئة بالأخطاء في أعلى نتائج البحث لتثبيط المستخدمين عن النقر على الروابط، على سبيل المثال. وقد أظهرت الأبحاث أن مستخدمي Google أقل عرضة بكثير لزيارة المواقع الفعلية عندما تُعرض عليهم ملخصات مُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
حاول الرئيس التنفيذي لشركة Google، سوندار بيتشاي، أن يجادل بأن شركته لم يكن لها أي دور في الانخفاض الكبير في حركة الإنترنت، مصرحاً في وقت سابق من هذا العام بأنها "بالتأكيد ترسل حركة مرور إلى نطاق أوسع من المصادر والناشرين" بفضل أدوات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى تسريع Google لزوال الناشرين الذين يعتمدون على إيرادات الإعلانات، وجد المستخدمون أيضاً أن جودة نتائج بحث Google قد تدهورت بشكل كبير، حيث يستمر المحتوى الرديء المولد بالذكاء الاصطناعي في إغراق الويب المفتوح، وغالباً ما يستغل خوارزميات الشركة للوصول إلى أعلى تصنيفات البحث.
باختصار، Google في موقف لا تُحسد عليه: لقد لعبت دوراً عملاقاً في تطور الإنترنت الحديث، ولكن مع قيام الذكاء الاصطناعي بإعادة تشكيل هذا المشهد الآن، تجد نتائج بحثها غارقة في محتوى ذكاء اصطناعي منخفض الجودة، وفي الوقت نفسه تضطر إلى دمج الذكاء الاصطناعي بطرق تبدو محرجة لكيان بمكانتها.
ملاحظة إضافية عن Google : إذا سألت Google لماذا أصبحت سيئة الآن، فإن ميزة "نظرات عامة بالذكاء الاصطناعي" ستهاجم Google نفسها بشكل عنيف.