القاهرة: الأمير كمال فرج.
يعد مفهوم الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، الذي يشير إلى إمكانية وجود كيان صناعي يماثل أو يتجاوز القدرات الإدراكية البشرية، موضوعاً مثيراً للجدل.
بالنسبة للبعض، مثل سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، هو بمثابة بيان رسالة ووجهة رئيسية توجه عمليات الشركة التي تبلغ قيمتها 300 مليار دولار. أما بالنسبة للآخرين، مثل الناشط والمنظم غيدو ريشستادر، فهو يمثل تهديداً وجودياً يجب مقاومته بأي ثمن.
يخوض ريشستادر حالياً إضراباً شاقاً عن الطعام ضد الذكاء الاصطناعي العام، وهو في يومه التاسع أمام المقر الرئيسي لشركة الذكاء الاصطناعي العملاقة Anthropic في سان فرانسيسكو. سبق له أن اعتُقل بسبب إغلاقه أبواب شركة OpenAI، ويقول إن التداعيات القانونية لذلك لا تزال قائمة.
صرح ريشستادر لمجلة "Futurism" من الرصيف أمام مكتب Anthropic: "عندما يتعلق الأمر بالأنظمة التي تحاول هذه الشركات بناءها، والتي تتجاوز القدرات البشرية في كل جانب مهم، فإن هذا يمثل فئة جديدة تماماً من الخطر". وأضاف: "بغض النظر عن الفوائد الافتراضية التي يمكن أن تجلبها هذه الأنظمة، الحقيقة هي أن أياً من هذه الشركات ليس لديها أي فكرة أو خطة عملية حول كيفية التحكم في هذه القوة بمجرد بنائها."
وتابع الناشط: "لا تملك أي من هذه الشركات الحق في ما تفعله، وهو تعريض حياتي وحياة عائلتي وحياة جميعنا للخطر عن عمد. الشيء الصحيح الذي يجب عليهم فعله هو وقف السباق العالمي نحو ذكاء اصطناعي خطير حقاً، وهو سباق نشارك فيه جميعاً".
للوهلة الأولى، قد تبدو شركة Anthropic خياراً غريباً لاحتجاج ضد الذكاء الاصطناعي العام. فقد وصف داريو أمودي، الرئيس التنفيذي للشركة، مصطلح "AGI" في السابق بأنه "مصطلح تسويقي"، واضعاً نفسه في موقع المخالف في مجال يسيطر عليه مؤسسو شركات التكنولوجيا المليارديرات.
ومع ذلك، تحت قناع أمودي المتحفظ، يوجد تفاؤل بأن الذكاء الاصطناعي العام - أو شيء مماثل - في الأفق.
سبق لبنجامين مان، الشريك المؤسس لشركة Anthropic، أن توقع أننا "سنصل" إلى الذكاء الاصطناعي العام في وقت مبكر من عام 2027 أو 2028، الأمر الذي سيؤدي، على حد قوله، إلى معدل بطالة أساسي لا يقل عن 20 بالمائة. كما أعلن أمودي أن الذكاء الاصطناعي على المستوى البشري سيحل بطريقة ما جميع أنواع المشاكل الاجتماعية، من التخفيف من الفقر إلى "علاج معظم الأمراض العقلية".
وكما يشير ريشستادر، إذا كان الرؤساء التنفيذيون لشركة Anthropic منزعجين حقاً من احتمالات الذكاء الاصطناعي العام، فلن تعرف ذلك من الطريقة التي وسعوا بها عملياتهم. فقد شهدت الشركة نمواً هائلاً منذ إطلاق نموذجها الخاص Claude في عام 2023، وأكملت مؤخراً جولتها التمويلية السادسة لجمع حوالي 13 مليار دولار من الاستثمارات لمواصلة تطوير الذكاء الاصطناعي.
بالنسبة لريشستادر، يمثل الإضراب عن الطعام وسيلة لحشد المنتقدين لمواقف صناعة التكنولوجيا حول الذكاء الاصطناعي العام، وتجسيداً للتهديد الوجودي للحياة الذي تمثله Anthropic وشركات الذكاء الاصطناعي الأخرى. ويؤكد ريشستادر أن الإضراب سيستمر حتى يعترف به الرئيس التنفيذي للشركة.
وقال الناشط: "إذا كان داريو أمودي غير مستعد للتوقف، فهو مدين لي بتفسير وجهاً لوجه. هدفي هو إما إيقاف العمل، أو الحصول على تفسير".
في يومه التاسع، دخل ريشستادر "مرحلة الكيتوزيس" من الإضراب عن الطعام، وهي النقطة التي يبدأ فيها الجسم بحرق الدهون للحصول على الطاقة في غياب الغذاء. يقول إنه "صامد بشكل جيد"، مضيفاً أنه أكمل سابقاً إضراباً عن الطعام لمدة أسبوعين كجزء من حملة للتصدي لتغير المناخ.
أما بالنسبة لحشد مؤيدين، فقد بدأت جهود الناشط تؤتي ثمارها بالفعل. بعد أيام من إعلانه عن احتجاجه في سان فرانسيسكو، بدأ زوج من المتظاهرين إضراباً عن الطعام خارج مكاتب شركة DeepMind التابعة لجوجل في لندن. يقول ريشستادر إن الاحتجاجات لم يتم تنسيقها مسبقاً، لكنه يرحب بشكل عاجل بأي مساعدة يمكنه الحصول عليها.
ويتساءل: "لماذا نجلس هنا بينما هؤلاء الناس يعرضون حياتنا للخطر؟" مضيفاً: "هيا بنا لنغلق أبوابهم اللعينة".