القاهرة: الأمير كمال فرج.

مؤخراً، أصبحت أفكر كثيراً في مقولة الرئيس التنفيذي لشركة Meta، مارك زوكربيرج، حول أنك ستكون في "وضع إدراكي غير مناسب" إذا لم تكن ترتدي نظارات ذكاء اصطناعي في المستقبل. في البداية، اعتبرت هذه المقولة مجرد رسالة للمستثمرين. لكن بعد أن أعدت تجربة نظارات Meta Ray-Bans هذا الصيف ثم جربت نظارات Rokid الجديدة، بدأ شكي يتلاشى بسرعة.

ذكر كيري وان في تقرير نشره موقع zdnet أن "نظارات Rokid تعتبر أحدث إضافة لسوق الأجهزة القابلة للارتداء المدعمة بالذكاء الاصطناعي الذي يشهد نمواً كبيراً في عام 2025، وهي مليئة بالوعود. فبالإضافة إلى الميزات المتوقعة من النظارات الذكية مثل التقاط الصور والفيديو دون استخدام اليدين، يمكنك أيضاً استخدام المساعد الصوتي المدعوم بـ ChatGPT للإجابة على استفساراتك، والتنقل في واجهة المستخدم، أو معالجة المعلومات المرئية من خلال مستشعرها بدقة 12 ميجابكسل".

صحيح أن نظارات Meta Ray-Bans يمكنها أيضاً أداء مهام متعددة الوسائط، لكن ليس بنفس كفاءة نظارات Rokid، بناءً على 24 ساعة من تجربتي لهما حتى الآن. وتتمتع نظارات Rokid بميزة خاصة: شاشات Micro LED waveguide، وهو تطور يشير إلى أن الابتكار الحقيقي في النظارات الذكية قد لا يكون في ما تسمعه، بل في ما تراه.

تصميم يسهل نسيانه 

يوجد جمال خاص في التكنولوجيا التي تندمج مع مظهرك اليومي، سواء كانت خاتماً ذكياً يحدد مسار يومك أو نظارات ذكية يمكن أن تحل محل نظاراتك العادية مع تقديم وظائف إضافية.

نظارات Rokid هي مثال ممتاز على ذلك، فهي تتمتع بمظهر تقليدي: إطار أسود لامع، دعامات أنف مطاطية، وكل ما يجعلها تبدو كأي نظارة طبية عادية. في الواقع، ارتديتها أثناء تنقلي من ساحة تايمز سكوير إلى وسط مدينة بروكلين الأسبوع الماضي، وقد فوجئت بغياب النظرات الفضولية. هل كان من حولي حقاً لا يرى الإسقاطات الخضراء التي كنت أراها؟ أم أن الأمر مجرد حالة أخرى من انشغال سكان نيويورك بحياتهم السريعة؟

موسيقى الماتريكس في الخلفية

أنا أتحدث بجدية. عندما ترتدي نظارات Rokid، تستقبلك شاشتان خضراوان أحاديتان تعرضان واجهة المستخدم، وهي واجهة بسيطة من ثلاث قوائم للمساعد الصوتي، الإعدادات، والميزات النصية الفريدة. للحظة، كنت أنتظر ظهور مورفيوس في سلسلة أفلام الخيال العلمي الشهيرة "The Matrix". ليخبرني عن مصير حياتي.

لم يحدث ذلك، لكن تجربة بعض الميزات الفريدة لشاشة Rokid كانت مثيرة للغاية. معظمها أدى عمله بشكل جيد، بما في ذلك خاصية التلقين التلقائي teleprompter التي تمرر النص أثناء حديثك بناءً على ما تلتقطه الميكروفونات المدمجة، وأداة الترجمة الفورية (المبنية على ChatGPT) التي تكتشف اللغة المنطوقة أو الملتقطة بالكاميرا وتترجمها بفعالية.

في أحد المواقف، طلبت من ممثل Rokid أن يتحدث معي بالماندرين ثم ينتقل فجأة إلى الإسبانية. ورغم أن احتمال حدوث محادثة بثلاث لغات ليس عالياً، وأن عملية معالجة كلمتي "Ni hao ma" و "Hola, como estas?" قد تثير ضحك أي مستخدم متقدم في Duolingo، فإن حقيقة أن النظارات قامت بنسخ وترجمة الحوار بسلاسة أثارت إعجابي. حتى هاتفي لا يمكنه فعل ذلك.

كان التنقل في واجهة المستخدم العائمة سهلاً وسريعاً، رغم أن بعضاً من لمساتي لم يتم تسجيلها أحياناً، وقد يكون هذا عيباً في وحدات ما قبل الإنتاج. يمكنك إما النقر والمسح على الذراع الخارجي أو ببساطة أن تطلب من المساعد الصوتي تنفيذ المهام. يوجد أيضاً زر فعلي فوق الإطار الجانبي يمكنك الضغط عليه مرة واحدة لالتقاط صورة والضغط المطول لبدء تسجيل فيديو.

الكاميرا والأداء البصري

فيما يخص التقاط المحتوى، تفكر  Rokid بإبداع في كيفية الاستفادة من مستشعر سوني بدقة 12 ميجابكسل. تلتقط النظارات الصور والفيديوهات بشكل أساسي بنسبة عرض إلى ارتفاع 3:4 (مثل Meta Ray-Bans). ولكن يمكنك تطبيق اقتصاص افتراضي على اللقطات لتصويرها إما بنسبة 9:16 بدقة 9 ميجابكسل أو 4:3 بدقة 6.8 ميجابكسل، مما يعطي رؤية أوسع على حساب الدقة. يوجد أيضاً تسجيل بمعدل 60 إطاراً في الثانية بحد أقصى 720p.

من اختباراتي الأولية، لا تتفوق كاميرا نظارات Rokid على نظارات Meta Ray-Bans، على الأقل ليس بعد. فبينما تحتوي الصور والفيديوهات على قدر لا بأس به من التفاصيل، فإنها تفتقر بشكل ملحوظ إلى الحيوية والتباين. آمل أن تتمكن تحديثات البرامج من رفع أداء الكاميرا من مستوى "C" إلى "B"، ولكن بما أن المنتج لا يزال في مرحلة التمويل الجماعي، قد لا يأتي هذا التحسين قريباً.

الخلاصة في الوقت الحالي

هذا يقودني إلى النقطة النهائية، وهي أنه يجب دائماً توخي الحذر عندما يتعلق الأمر بـمنصة  Kickstarter ومشاريع التمويل الجماعي الأخرى. في حالة Rokid، أنا أميل إلى التفاؤل، مع العلم بأنها تطورها علامة تجارية مرموقة في مجال الأجهزة القابلة للارتداء، وكانت اختباراتي الأولى إيجابية في معظمها.

بعد تجربة كل من Meta Ray-Bans و Rokid Glasses، من الواضح أن مستقبل الأجهزة القابلة للارتداء المدعمة بالذكاء الاصطناعي ليس سؤال "هل" بل "كيف". بينما لا يزال هناك مجال للتحسين، من جودة الكاميرا إلى استقرار البرامج، يثبت تصميم نظارات Rokid الخفيف وشاشاتها المرئية المبتكرة أننا نتحرك نحو عالم لا تعزز فيه التكنولوجيا واقعنا فحسب، بل تصبح جزءاً لا يتجزأ وغير مرئي منه.

لم يعد "الوضع الإدراكي غير المناسب" الذي حذر منه مارك زوكربيرج مفهوماً من الخيال العلمي البعيد؛ بل هو حقيقة تقترب بسرعة، وأجهزة مثل Rokid Glasses في طليعة هذا التطور.