القاهرة: الأمير كمال فرج.
أصدرت وزارة التعليم الأمريكية، التي تحاول إدارة ترامب حلها، أحدث نتائج اختبارات الرياضيات والقراءة لطلاب المرحلة الثانوية في الولايات المتحدة، وجاءت النتائج كارثية.
ذكر تقرير نشرته صحيفة Wall Street Journal أن "درجات الرياضسات والقراءة وصلت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، حتى بمعايير أمريكا المتواضعة تاريخياً. وهذا يُعد مؤشراً مقلقاً على أن الانتشار السريع لتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، إلى جانب عوامل أخرى محتملة مثل الآثار المستمرة لجائحة COVID-19، قد أثر بشكل كبير على قدرة الشباب على اكتساب المهارات الأساسية اللازمة للنجاح".
ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن استخلاص استنتاجات نهائية أمر صعب، نظراً لتعدد العوامل المؤثرة.
تفاصيل النتائج والأرقام
تأتي هذه النتائج من "التقييم الوطني للتقدم التعليمي"، الذي يختبر عشرات الآلاف من الطلاب سنوياً. والنتائج الأخيرة صادمة: بين عامي 2019 و 2024، انخفضت نسبة طلاب الصف الثاني عشر الذين حققوا الكفاءة في الرياضيات والقراءة بنسبة 2% كاملة، لتصل إلى 35% فقط في القراءة و 22% في الرياضيات.
طالب واحد فقط من كل خمسة طلاب كان قادراً على استخلاص نتيجة من مقال إقناعي.
60 % فقط من الطلاب تمكنوا من استنتاج عدد السكان في منطقة جغرافية بعد إعطائهم حجم المنطقة وكثافتها السكانية.
وعلقت ليزلي مولدون، المديرة التنفيذية للمجلس المشرف على الاختبارات، قائلة لصحيفة Wall Street Journal: "يدخل الطلاب مراحلهم القادمة في الحياة بمهارات ومعرفة أقل في المواد الأكاديمية الأساسية مقارنة بأسلافهم قبل عقد من الزمن. يحدث هذا في وقت تتطلب فيه التطورات السريعة في التكنولوجيا والمجتمع المزيد من العمال والمواطنين المستقبليين، وليس العكس".
العوامل المحتملة والتأثيرات المستقبلية
أشار مارتن ويست، العميد الأكاديمي في كلية هارفارد للدراسات العليا في التعليم، إلى أنه "يجب أن نفكر في التفسيرات المحتملة التي تتجاوز الحدود الوطنية"، محذراً من أنه لا يوجد "دليل قاطع" يفسر الأرقام الأخيرة، مثل استخدام الهواتف الذكية أو وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تشير صحيفة Wall Street Journal، قد تكون معدلات التخرج المتزايدة من المدارس الثانوية عاملاً آخر، حيث إنها تسمح لعدد أكبر من الطلاب ذوي الأداء المنخفض بالتقدم للاختبارات.
ومع ذلك، حذر الخبراء من أن التقنيات الأخرى مثل الذكاء الاصطناعي قد يكون لها عواقب وخيمة على جيل كامل من الطلاب، خاصة وأنهم اعتمدوا بشكل كبير على أدوات مثل ChatGPT التابعة لشركة OpenAI، على الرغم من عيوب هذه التقنيات الواضحة مثل "الهلوسات" المتكررة.
وحتى المعلمون بدأوا في استخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم واجبات طلابهم، مما يخلق حلقة مفرغة قد تمنع الأطفال من تعلم مهارات التفكير النقدي في الفصول الدراسية.
بشكل آخر، في حين أننا بدأنا للتو في فهم سبب استمرار تراجع المهارات التعليمية لدى الطلاب الأمريكيين، هناك مجموعة من العوامل التي قد تشير إلى أن الأمور مرشحة للتفاقم.
نقاش سياسي حول وزارة التعليم
في غضون ذلك، جادلت وزيرة التعليم ليندا مكماهون بأن تراجع درجات الرياضيات والقراءة لطلاب المرحلة الثانوية إلى أدنى مستوياتها يُعتبر دليلاً على ضرورة إغلاق وزارة التعليم، وليس العكس.
وقالت في بيان: "أنا والرئيس ترامب ملتزمون بإعادة صلاحيات التعليم إلى الولايات حتى يتمكنوا من الابتكار".
من جانبها، اتهمت وزيرة التعليم السابقة مارغريت سبيلينغز، التي عملت في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، إدارة ترامب باستخدام خطط إلغاء الوزارة كأداة لصرف الانتباه "عن أولويتنا الأكثر إلحاحاً وهي إعداد طلابنا بشكل أفضل".
وقالت في بيان خاص بها: "هذا ليس الوقت المناسب للحديث عن إغلاق وزارة التعليم. عندما يكون منزلك يحترق، لا تتحدث عن إجراء تجديدات".