القاهرة: الأمير كمال فرج.
تتعاون شركة OpenAI مع شركتي إنتاج في لندن ولوس أنجلوس لإنشاء فيلم رسوم متحركة طويل، يُصنع بشكل أساسي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وبحسب صحيفة Wall Street Journal، فإن الهدف المعلن من استخدام هذه التقنية هو تسريع الإنتاج وتوفير التكاليف، وتقديم عرض تقني ضخم للمخرجين والمنتجين حول العالم".
سيفتح الفيلم الباب أمام مقارنات مع الأيام الأولى لأفلام الرسوم المتحركة التي استخدمت تقنية CGI في منتصف التسعينيات. في تلك الحقبة، تحول استوديو Pixar - الذي أسسه ستيف جوبز - بسرعة إلى عملاق في هذا المجال، وأنتج أفلامًا نالت إعجاب النقاد ونجاحًا تجاريًا كبيرًا، مثل "حكاية لعبة" Toy Story وشركة المرعبين المحدودة Monsters Inc.
لكن ما إذا كانت تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي ستمثل ثورة كبرى أخرى في عالم صناعة الأفلام، أو ستوفر بالفعل الوقت والمال لشركات الإنتاج، يبقى أمرًا غير مؤكد. لا تزال هناك العديد من المشكلات الفنية التي لم يتم حلها بعد، والتي تتطلب تدخلًا بشريًا لإصلاح العيوب.
تفاصيل فيلم Critterz
تدور قصة فيلم Critterz حول مغامرة لمجموعة من الكائنات في الغابة، وهي فكرة وضعها تشاد نيلسون، أحد خبراء OpenAI ، قبل ثلاث سنوات. كان نيلسون قد أخرج فيلمًا قصيرًا بنفس الاسم في عام 2023 بتمويل من OpenAI .
تأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه وتيرة تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي في هوليوود بدرجات متفاوتة من النجاح، حيث بدأت شركات ترفيه كبرى مثل Disney و Netflix في تجربة هذه التقنية بالفعل.
التأثير على الوظائف وحقوق الملكية
قد يكون لهذا التوجه عواقب مدمرة على العاملين المبدعين في الصناعة. لطالما حذر الخبراء من أن هذه التقنية قد تقضي على الوظائف البشرية في مجال الرسوم المتحركة، خاصة مع تزايد قدرة أدوات توليد الصور والفيديوهات على إنتاج مواد قابلة للتصديق.
يأمل جيمس ريتشاردسون، الشريك المؤسس لشركة Vertigo Films التي تعمل مع OpenAI، في تقليص وقت إنتاج الفيلم من ثلاث سنوات إلى تسعة أشهر فقط، بميزانية تقل عن 30 مليون دولار، وهو مبلغ أقل بكثير من ميزانيات أفلام الرسوم المتحركة الأخرى.
وفي ظل المخاوف الواسعة من فقدان الرسامين لوظائفهم، أكد نيلسون أن الفيلم لن يعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كامل. فالممثلون سيقومون بأداء الأصوات، كما سيقوم فنانون بشريون بإدخال رسوماتهم الأولية إلى أدوات OpenAI.
مخاوف الجمهور وحقوق النشر
نجاح فيلم Critterz ليس مضمونًا، خاصة في ظل ردود الفعل السلبية التي تلقتها شركات أخرى لاستخدامها الذكاء الاصطناعي. لقد أصبح الجمهور أكثر حذرًا من هذه التقنية.
ومن المثير للاهتمام، أنه بينما لا يمكن من الناحية الفنية حماية المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي بحقوق النشر، إلا أن الأصوات البشرية والأعمال الفنية الأصلية التي يُعتمد عليها قد تجعل الفيلم مؤهلاً للحماية بموجب هذه الحقوق. وقد أصبحت هذه المسألة نقطة خلاف رئيسية، حيث رفع أصحاب الحقوق دعاوى قضائية ضد OpenAI وشركات أخرى بسبب سماح أدواتهم بتوليد صور ومقاطع من شخصيات محمية بحقوق النشر.
في الأسبوع الماضي فقط، وافقت شركة Anthropic الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي على دفع 1.5 مليار دولار كجزء من تسوية بعد أن تم ضبطها وهي تدرب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها على مئات الآلاف من الكتب المقرصنة.