القاهرة: الأمير كمال فرج.
بعد أشهر من إطلاق كليولي Cluely، وهو تطبيق ذكاء اصطناعي "غير قابل للاكتشاف ويفكر بالنيابة عنك"، يندد رائد الأعمال التقني البالغ من العمر 21 عامًا، تشونغين "روي" لي، بالحالة المزرية للتعليم بسبب الذكاء الاصطناعي.
في الواقع، ليس هناك شك في أن الذكاء الاصطناعي قد قلب التعليم رأسًا على عقب. فتوفر نماذج اللغات الكبيرة LLMs بلمسة زر واحدة يقضي تمامًا على عقول جيل كامل من الطلاب، ويجعل محو الأمية شيئًا من الماضي، في الوقت الذي تتدفق فيه أموال شركات التكنولوجيا الكبرى على المدارس ونقابات المعلمين.
غش مربح
يأتي هذا النقد من "لي" بشكل مثير للدهشة، خاصة وأن برنامجه للغش الذي تبلغ قيمته الآن 7 ملايين دولار، تسبب في فصله هو وشريكه المؤسس نيل شانموغام من جامعة كولومبيا.
وكتب "لي" على منصة "ْْX" (تويتر سابقًا): "لا أحد يفهم ما يحدث في الجامعات حاليًا. أفضل 0.001% جيدون حقًا، والبقية يتخرجون وهم غير أكفاء تمامًا. التعليم التقليدي هو أول صناعة أحدث فيها الذكاء الاصطناعي اضطرابًا حقيقيًا. الحل هو شيء مختلف جذريًا، لكنني لا أعرف ما هو بالضبط".
عندما سأله أحد المستخدمين عما إذا كان قد ساهم بنفسه في تدمير التعليم في الولايات المتحدة، لم يقدم المدير التنفيذي سوى القليل من البدائل أو أي رؤية للمستقبل. وبدلاً من ذلك، اكتفى بالقول إن هناك "نظامًا أفضل بكثير من التعليم التقليدي وسيكون أفضل لخدمة الناس اليوم".
بمعنى آخر، "لي" راضٍ تمامًا عن تدمير التعليم التقليدي - وهو نظام يمكن تتبع تطوره إلى فلاسفة اليونان القديمة - من أجل تحقيق الربح. فقط لا تكلف نفسك عناء سؤاله عما يجب أن يحل محله.
كما ينص موقع "كليولي": "التفكير هو أبطأ شيء تقوم به. دع الذكاء الاصطناعي يقوم به بدلاً عنك".
تسريع الانهيار
صحيح أن "لي" لا يرى بالضرورة أن انهيار التعليم العام، الذي يصفه بأنه "صناعة"، أمر سلبي، وتابع: "قصر مدى الانتباه، والرغبة المتزايدة في استخدام اختصارات "غير أخلاقية" لأداء عمل يعتبرونه عديم الفائدة، ومستويات غير مسبوقة من الإلمام الثقافي ليست بالضرورة أمورًا سيئة. هي سيئة فقط في سياق المدرسة كما نفهمها اليوم".
ورداً على المزيد من الانتقادات، أعلن "لي" أنه ببساطة "يسرّع انهيار صناعة محكوم عليها بالفشل".
في حين أن تصريحات مؤسس "كليولي" لاذعة ومضللة، إلا أنها تقدم نظرة ثاقبة على عقول "المخربين" في وادي السيليكون، وهم نخبة التكنولوجيا المختارة التي توجه اقتصادنا الآن.
ويمكن العثور على نفس هذه الروح المتهورة في شخصيات مثل مارك زوكربيرغ، الذي أصبحت منصته Meta التي تغطي العالم بأسره تحرض على الإبادة الجماعية في غزة، أو مارك أندريسن، المستثمر الجريء الذي يهدف صراحةً إلى استخدام الذكاء الاصطناعي "لتدمير الاقتصاد".
"لي" على حق: مستقبل التعليم غير مؤكد. لكن السؤال الحقيقي هو ما الذي يخطط هو وزملاؤه من أهل التكنولوجيا للقيام به حيال ذلك؟، وكم من الذكاء الاصطناعي سيضخونه قبل أن ينجلي الغبار؟.