القاهرة: الأمير كمال فرج.

أسفرت دعوى قضائية تاريخية ضد شركة Anthropic المطورة لروبوت الدردشة Claude عن تسوية بتعويض قد يصل أو 3 آلاف دولار تعويضا لكل كاتب تدربت أداة الذكاء الاصطناعي على أعماله.

ذكر تقرير نشره موقع Futurism إن "تأليف الكتب مهنة رائعة... في أحلام الكُتّاب! لكن في الواقع، هي كفاح لا يدر ربحًا كبيرًا على الغالبية العظمى، ناهيك عن الإرهاق الفكري الذي يصاحب عملية الكتابة، أو حتى التفكير في الكتابة، أو التفكير فيما لا تكتبه في الوقت الحالي. كما أن الوضع الاقتصادي لهذه المهنة صار أصعب من أي وقت مضى، فالدخل المحترم الذي كان يمكن الحصول عليه من نشر كتاب أصبح شيئًا من الماضي، إذ يقرأ الناس أقل، ويقضون وقتًا أطول في تصفح الإنترنت، وتلتهم أنظمة الذكاء الاصطناعي الملكية الفكرية وتعيد صياغتها دون مقابل يُذكر".

ومع ذلك، هناك أخبار جيدة نوعًا ما للكُتّاب هذه المرة. فقد أسفرت دعوى قضائية تاريخية ضد شركة Anthropic، الشركة المطورة لروبوت الدردشة Claude والتي قال مديرها التنفيذي مؤخرًا إن من المقبول أن يستفيد منتجه من الدكتاتوريين، عن تسوية!

صحيح أن التسوية لا تصل إلى تريليون دولار كما كان يدعي مسؤولو الذكاء الاصطناعي بأنها قد تنهي صناعتهم، لكنها ليست مبلغًا تافهًا على الإطلاق، خاصة بالنسبة للكُتّاب الذين يمكنهم الآن الحصول على تعويض مادي عن كل عمل ابتلعه Claude في طريقه ليصبح منتجًا متميزًا.

وفقًا لبيان صحفي صادر عن المدعين، من المفترض أن تدفع أنثروبيك 3000 دولار عن كل عمل مشمول في التسوية، ويوجد حوالي 500,000 عمل. وإذا قام أصحاب أكثر من 500,000 عمل بتقديم طلب، فإن الشركة ستدفع لهم أيضًا. أما إذا كان عدد الأعمال أقل من 500,000، فقد يحصل مؤلفوها على مبلغ أكبر. وبالمجمل، تبلغ قيمة التسوية حوالي 1.5 مليار دولار، بالإضافة إلى الفوائد.

تجدر الإشارة أيضًا إلى أن هذه التسوية لا تبرئ ذمة Anthropic تمامًا من الدعاوى القضائية المستقبلية إذا اعتقد أي شخص أن عمله يُستخدم بشكل غير قانوني من قبل الشركة. بالإضافة إلى ذلك، وافقت Anthropic على حذف الأعمال التي قامت بقرصنتها.

إجمالًا، هذه أخبار مهمة. فقد نقلت صحيفة  New York Times عن أحد المحامين قوله إن الدعوى القضائية تمثل "لحظة نابستر Napster لصناعة الذكاء الاصطناعي"، في إشارة إلى شبكة مشاركة الملفات التي تم إيقافها بسبب سلسلة من الدعاوى القضائية من فنانين مثل ميتاليكا Metallica ودكتور دري Dr. Dre، بعد أن اعتبرت شركات التسجيل وفناني الموسيقى أنها قرصنة واسعة النطاق لأعمالهم، تسببت في خسائر هائلة لصناعة الموسيقى.

إذا كان أي مؤلف يعتقد أن كتبه قد تمت سرقتها، يمكنه التوجه إلى صفحة التسوية هنا، والتسجيل، والأمل في الحصول على بعض المال. وإذا أرادوا التحقق مما إذا كانت لديهم أي فرصة للحصول على المال، يمكنهم البحث في قاعدة بيانات "LibGen"، التي قرصنت منها أنثروبيك الكتب المعنية بشكل غير قانوني.

كايل تشايكا، كاتب في مجلة The New Yorker يركز عمله على التقاطع بين التكنولوجيا والفن والثقافة، هو مؤلف كتابين ظهرا في قاعدة بيانات "LibGen": كتاب عالم المرشحات: كيف سوت الخوارزميات الثقافة (Filterworld: How Algorithms Flattened Culture) الصادر عام 2024، وكتاب الشوق للأقل: العيش مع التقليلية (The Longing For Less: Living With Minimalism) الصادر عام 2020. كما وُجدت أيضًا الترجمة الإيطالية لكتاب "عالم المرشحات" في قاعدة البيانات. في المجمل، يمكن أن يحصل كايل على ما يزيد عن 12,000 دولار!

سألنا كايل: ما رأيه في مبلغ "3000 دولار لكل عمل" نظرًا لاستخدام ملكيته الفكرية في تدريب نظام ذكاء اصطناعي؟ هل يرى أن المبلغ قليل، أم كبير، أم لا يستحق من حيث المبدأ، أم أنه مناسب؟

أجاب: "يجب أن يتم ترخيص الكتب المستخدمة في تجريب الذكاء الاصطناعي ترخيصا حقيقيًا. لأن التدريب لا يزول أبدًا. لذا يمكن أن يكون 5000 دولار كل 5 سنوات، أو 1000 دولار سنويًا. لكن بصراحة، السعر يبدو مناسبًا تمامًا، فهو يمثل نسبة جيدة من معظم دفعات مقدمات الكتب، ويقارب سعر محاضرة في مؤسسة ما".

ولكن هل يشعر بأي شيء كون كتاباته ستُستخدم لتشغيل آلات تستهلك الموارد الطبيعية والتي، وفقًا لكل من يصنعها، ستحطمنا يومًا ما كالنمل؟

قال كايل "حتى لو لم يكن بالإمكان تدريب الذكاء الاصطناعي على أي كتاب تم إنتاجه على الإطلاق، ستجد التكنولوجيا طرقًا للتغلب على ذلك؛ الأموال الحقيقية من الترخيص ستكون من "البيانات الجديدة" أي الصحافة الحديثة. لذا، بغض النظر عن عدائي وكراهيتي المسبقة للطريقة التي يدمر بها الذكاء الاصطناعي الحضارة والكوكب، لا أعتقد أن الكتب تجعل الأمر أسوأ بكثير".

سألت كايل فيما سيصرف مبلغ الـ 12,000 دولار المحتمل الذي سيحصل عليه؟ قال: "دفعة أولى لمنزل حجري في قرية إيطالية صغيرة على مسافة قريبة من الساحل حيث يمكنني الحفاظ على ما تبقى من نمط حياتي".