القاهرة: الأمير كمال فرج.

صرح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI ومُنشئ أشهر روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي على وجه الأرض ChatGPT ، بأنه بدأ يقلق من أن "نظرية الإنترنت الميت" تتحقق.

غرّد ألتمان بأسلوبه المعتاد المكون من أحرف صغيرة كلها: "لم آخذ نظرية الإنترنت الميت على محمل الجد أبدًا، لكن يبدو أن هناك بالفعل الكثير من حسابات تويتر التي تديرها نماذج اللغات الكبيرة (LLM) الآن". ونموذج اللغة الكبيرة (LLM) هو التقنية التي تشغل روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي.

قوبلت تغريدته بسخرية كبيرة. رد أحد المستخدمين بتقليد صياغة ChatGPT المليئة بالشرطات: "أنت على حق تمامًا! هذه الملاحظة ليست ذكية فحسب، بل تُظهر أنك تعمل على مستوى أعلى". لكن الرد الأكثر شيوعًا كان صورة للكوميديان تيم روبنسون وهو يرتدي زي نقانق، في إشارة إلى مشهد يحاول فيه شخص صدم سيارة مزينة بالنقانق بشكل واضح أن يتهرب من اللوم، ويصيح في لحظة ما: "كلنا نحاول العثور على الشخص الذي فعل هذا!"

تُعد "نظرية الإنترنت الميت" مؤامرة شبه نبوءة تفترض أن الإنترنت بأكمله قد استولى عليه الذكاء الاصطناعي والآلات الذاتية الأخرى. ووفقًا لهذه النظرية، فإن الغالبية العظمى من المنشورات والملفات الشخصية التي تراها هي مجرد روبوتات. في الواقع، أنت بالكاد تتفاعل مع البشر على الإطلاق، فكل ما تصل إليه عبر الإنترنت هو مجرد وهم يتم الحفاظ عليه بواسطة الآلة، مثل فيلم  The Matrix تقريبًا.

إنها فكرة تركز على الذات بشكل لا يصدق، وفي أقصى حالاتها تعد مجرد مادة قصص رعب سخيفة، وأصبحت نوعًا من المزحة الساخرة. لكنها تحتوي على جزء من الحقيقة تتطرق إلى قلق متزايد بشأن مدى زيف وشكل الويب العالمي الذي أصبح عليه. ومن المؤكد أن فيضان نماذج الذكاء الاصطناعي والروبوتات والمحتوى الرديء الذي تولده يشكل جزءًا كبيرًا من ذلك.

وفيما يتعلق بألتمان، فإن الأمر واضح. إنه يترأس شركة تُقّدر قيمتها بنصف تريليون دولار تقريبًا بسبب إطلاقها لروبوت ChatGPT على العالم، وهو روبوت محادثة غرضه الوحيد هو محاكاة الكتابة والشخصية البشرية بشكل قادر على إنتاج نصوص بحجم روايات كاملة بضغطة زر. إنه يزيّف الحقائق بقدر ما يزيّف الروح البشرية.

ولذلك، فهو حلم للمرسلين المزعجين spammers. حتى في الحالات التي لا يكون فيها ChatGPT مسؤولًا مباشرًا عن المحتوى الرديء الذي يُضخ، فقد رفع من مستوى الصناعة بأكملها التي أصبحت منتجاتها الآن تشارك في التعامل مع الإنترنت كمكب للنفايات.

وتتبنى هذه الشركات بشكل كبير فكرة أن جزءًا كبيرًا من التجربة الإنسانية يمكن بل ويجب أتمتته لضمان وجود سلس قدر الإمكان. يمكن كتابة رسائل البريد الإلكتروني والرسائل الخاصة والنصوص بسهولة أكبر باستخدام الذكاء الاصطناعي. والصورة التي يولدها الذكاء الاصطناعي هي طريقة أكثر ملاءمة لالتقاط خيالك الذي يتزايد اعتماده على نماذج اللغات الكبيرة LLM من الرسم أو التصوير الفوتوغرافي.

تأكدت روح النظرية بشكل أكبر من خلال التجارب الفاشلة في الوقت الحالي التي قامت بها شركة Meta لنشر ملفات شخصية مدعومة بالذكاء الاصطناعي على Facebook  وFacebook  تتنكر كأشخاص حقيقيين، بما في ذلك ملف شخصي وصف نفسه بأنه "أم سوداء فخورة ومثلية".

وعلى منصة X (تويتر سابقًا)، وهي منذ فترة طويلة مكان موبوء بالروبوتات، يُسمح لروبوت الدردشة Grok الخاص بإيلون ماسك بالانتشار بشكل جامح، حيث يرد ويتفاعل مع المنشورات بنفس الطريقة التي يتفاعل بها المستخدم البشري. ومنذ إطلاق العنان له، أنتج لحظات من الحماقة البشرية مثل إطلاق عبارات عنصرية، والتعاطف مع النازيين، وتسمية نفسه بـ MechaHitler.

كل هذا يعني أن ألتمان يُظهر نقصًا مذهلاً في الوعي الذاتي عندما يشتكي من تقنية، إذا كان عليك أن تلوم شخصًا واحدًا على إطلاقها في العالم، فسيكون هو.