القاهرة: الأمير كمال فرج.
على مدار السنوات القليلة الماضية، تزايدت القصص - بعضها حزين، وكلها غريبة - عن أشخاص يقعون في الحب أو الشهوة تجاه ما يسمى بـ"رفقاء الذكاء الاصطناعي".
مع ازدياد تطور أدوات الذكاء الاصطناعي وقبولها على نطاق واسع، زاد الاهتمام بهذه العشاق الرقميين. لكن هذه "الدردشات الرومانسية" قد تسبب ضررًا أكبر من نفعها للبشر المرتبطين بها.
في دراسة جديدة نُشرت في مجلة "العلاقات الاجتماعية والشخصية"، وجد باحثون من جامعة بريغهام يونغ أن أعدادًا هائلة من الناس يتفاعلون مع رفقاء الذكاء الاصطناعي، وأن الكثير منهم يبدو أكثر كآبة ووحدة من أولئك الذين لا يستخدمونها.
بناءً على استبيان شمل 2989 مشاركًا، وجد الباحثون أن ما يقرب من واحد من كل خمسة أشخاص بشكل عام - وربع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عامًا - قد استخدم بالفعل روبوت محادثة يحاكي العلاقات الرومانسية.
بالإضافة إلى هذه النسبة الكبيرة من الأمريكيين الذين جربوا رفقاء الذكاء الاصطناعي، اكتشف باحثو الجامعة أيضًا أن 7% من المشاركين في الاستبيان اعترفوا بممارسة العادة السرية أثناء الدردشة مع هؤلاء الرفقاء، و13% إضافية أقروا بمشاهدة مواد إباحية تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي.
وذكر التقرير أن الرجال كانوا أكثر عرضة لمشاهدة المواد الإباحية المصنعة بالذكاء الاصطناعي من النساء، وكان الشباب أكثر عرضة بمرتين للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي بشكل عام مقارنة بكبار السن، كما أنهم كانوا أكثر عرضة لتفضيل العلاقات مع الذكاء الاصطناعي على العلاقات البشرية الحقيقية.
على الرغم من أن هذه التقنيات، خاصة رفقاء الذكاء الاصطناعي، يتم تسويقها لمساعدة الأشخاص الوحيدين على الشعور بالارتباط، فإن برايان ويلوبي، الباحث في العلاقات والمؤلف الأول للدراسة، صرح في مقابلة مع PsyPost أنه وزملاءه وجدوا أدلة تشير إلى "وجود صلات بين استخدام الذكاء الاصطناعي والاكتئاب والوحدة".
وأضاف قائلًا: "على الرغم من أن اتجاه هذه العلاقة غير واضح، إلا أننا لم نجد أي دليل على أن استخدام الذكاء الاصطناعي يساعد الناس على الشعور بوحدة أو عزلة أقل".
هذا ليس مفاجئًا. ففي وقت سابق من هذا العام، وجدت شركة OpenAI نفسها، بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن المستخدمين شديدي التفاعل مع ChatGPT يميلون إلى أن يكونوا أكثر وحدة. كما وجدت دراسة أجرتها منظمة Internet Matters في وقت سابق من هذا الصيف أن نسبة مذهلة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 17 عامًا يستخدمون روبوتات الدردشة بانتظام، حيث قال ثلثهم إنها "تشبه التحدث مع صديق"، و12% قالوا إنه ليس لديهم أي شخص آخر يتحدثون إليه.
في أسوأ الحالات، ارتبط الاستخدام المفرط لـ ChatGPT وروبوتات مماثلة بحالات انهيار نفسي حاد يطلق عليها الأطباء النفسيون الآن اسم "ذهان الذكاء الاصطناعي"، والتي أدت إلى حالات إيداع قسري، وانتحار، وجرائم قتل.
ومن الغريب أن باحثي جامعة بريغهام يونغ وجدوا أيضًا أن المشاركين الذين تربطهم علاقات جادة مع بشر آخرين كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن استخدامهم لروبوتات الدردشة المصاحبة أو للبحث عن صور لأشخاص جذابين تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي، مقارنةً بأقرانهم العازبين، في ظاهرة مثيرة للاهتمام يمكن اعتبارها شكلاً جديدًا من أشكال الخيانة.
بطبيعة الحال، مع وجود إجابات تعتمد على الإفصاح الذاتي، فإن احتمالية أن تكون الإجابات منحازة - في هذه الحالة، ربما بسبب الشعور بالخجل أو الإحراج - تكون كبيرة. ومع ذلك، تقدم هذه الدراسة لمحة مفصلة وغريبة نوعًا ما عن عدد الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بالفعل في الجوانب الجنسية والرومانسية، وتقدم تلميحات حول أسباب هذا الاستخدام.