القاهرة: مصريات.
كشفت تقارير عن وقوع حادثة خطيرة جديدة في متحف اللوفر بباريس، أدت إلى تلف عدد كبير من المطبوعات والوثائق النادرة في مكتبة قسم الآثار المصرية. وقد أثارت هذه الواقعة قلقاً متزايداً بشأن سلامة البنية التحتية في المتحف العريق.
وقع الحادث نتيجة تسرب مياه شديد في أواخر شهر نوفمبر 2025 داخل قسم الآثار المصرية، وتحديداً في المنطقة المخصصة لمكتبة القسم.
وقع الحادث أواخر شهر نوفمبر 2025 ، ووردت تقارير عن تسرب آخر في الأسبوع الذي يليه، وسبب التلف تسرب مياه غزير وملوَّث ناتج عن عطل في شبكة الأنابيب أو صمام التدفئة/التهوية (HVAC) المتهالكة، وفقاً لتقارير إعلامية فرنسية.
أدى التسرب إلى إغراق أرضية المكتبة وتلف ما بين 300 إلى 400 كتاب ووثيقة ومجلة ومرجع علمي، بعضها ذو تجليدات تاريخية وبعضها وُصف بأنه غير قابل للترميم.
الأضرار لم تطَل القطع الأثرية المعروضة في قاعات المتحف مباشرة، بل طالت المجموعة الوثائقية النادرة التي يعتمد عليها الباحثون وعلماء المصريات، ومنها نسخ من أعمال كبرى مثل "وصف مصر".
⚠️ التحذيرات المسبقة وتقاعس الإدارة
كشفت التقارير الإخبارية عن أن هذه الكارثة لم تكن مفاجئة، مما زاد من حدة الانتقادات الموجهة لإدارة المتحف، وذكرت مصادر أن قسم الآثار المصرية حذر مراراً وتكراراً من خطورة الأنابيب المتهالكة وطلب تمويلاً خاصاً لحماية المجموعة الوثائقية من مخاطر التسرب.
لم تُلبَّ طلبات التمويل هذه، مما أدى إلى بقاء الكتب النادرة مُعرضة للخطر بالقرب من النوافذ ومسار التسرب المحتمل.
🛠️ الإجراءات والجهود المبذولة
هرعت فرق الصيانة والترميم للسيطرة على الأوضاع وبدء عملية إنقاذ الكتب المتضررة، وبدأت الفرق المتخصصة العمل على عزل وتجفيف المراجع المتضررة باستخدام تقنيات متقدمة مثل التجفيف بالتجميد لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتقليل الخسارة الوثائقية.
وصلت المياه المتسربة إلى خزانة كهربائية في الطابق السفلي، مما خلق خطراً وشيكاً بحدوث حريق، وهو ما زاد من خطورة الموقف.
رغم أن الأضرار لم تلحق بالتماثيل والمخطوطات البردية القديمة المعروضة مباشرة، فإن تلف هذه الكتب النادرة يُعد خسارة كبيرة للذاكرة المعرفية المتعلقة بالآثار المصرية، خاصة تلك النسخ ذات التجليدات التاريخية.
📢 الخلاصة والتداعيات
تؤكد واقعة تسرب المياه الأخيرة أن أكبر المتاحف العالمية يواجه تحديات حقيقية في صيانة بنيتها التحتية المتقادمة. وقد سلّطت هذه الكارثة الضوء مجدداً على ضرورة: المراجعة الشاملة لبروتوكولات الصيانة والسلامة في المتحف، وضخ استثمارات عاجلة لإصلاح شبكة الأنابيب والتهوية لحماية التراث العالمي، وإعادة النظر في الأولويات الإدارية للمتحف، حيث يُتهم بتركيز الجهود على المشاريع التوسعية على حساب صيانة المبنى ومجموعاته الحساسة.
🇫🇷 تصريحات إدارة متحف اللوفر
أصدر متحف اللوفر تصريحات من خلال نائب مديره العام، فرانسيس شتاينبوك، الذي أكد على الواقعة ولكنه قلل من حجم الخسارة الأثرية المباشرة، وأكد وقوع تسرب للمياه في 26 نوفمبر 2025 في شبكة التدفئة والتهوية بمكتبة قسم الآثار المصرية.
أعلن شتاينبوك أن الضرر لحق بما بين 300 إلى 400 عمل (كتاب ووثيقة) في المكتبة، وأن الكتب المتضررة هي "مجلدات تاريخية لعلم المصريات" و"وثائق علمية مستخدمة من الباحثين"، وشدد على أنها "ليست فريدة من نوعها بتاتاً" وأنها وثائق مفيدة جداً وليست أعمالاً تراثية لا تُعوض.
وذكر أن الكتب سوف يتم تجفيفها وإرسالها إلى مجلدين متخصصين لإصلاحها وإعادتها إلى الرفوف، متوقعاً أن بعض الأجزاء قد لا يتم تصحيحها بالكامل.
وأقر مدير عام متحف اللوفر بأن مشكلة الأنابيب معروفة منذ سنوات، وأن الإدارة سعت للحصول على تمويل للصيانة، إلا أن الإصلاحات كانت مؤجلة حتى سبتمبر 2026.
تأتي حادثة التسرب هذه لتُضاف إلى سلسلة من الإخفاقات الأمنية والبنيوية التي ضربت المتحف مؤخراً؛ ففي أكتوبر الماضي، تعرّض المتحف لسرقة كبرى لمجوهرات تُقدّر قيمتها بـ 102 مليون دولار، نفذتها عصابة من أربعة أشخاص في سبع دقائق فقط. وقد أثارت تلك السرقة جدلاً واسعاً حول البنية التحتية القديمة وأنظمة الحماية المتهالكة للمتحف.