القاهرة: تلاوة.

تعد جمهورية مصر العربية بلا منازع هي "دولة التلاوة" على مستوى العالم، وهي ليست مجرد تسمية عابرة، بل هي حقيقة رسخها تاريخ طويل من الريادة والإتقان لفن ترتيل القرآن الكريم. لقد تأسست في مصر مدرسة متفردة وذهبية في التلاوة، شكلت وعي الأمة الإسلامية لقرون، وأثرت في المقرئين في كل أنحاء العالم، لتظل مصر هي المرجع الأصيل والمنبع الثر لهذا الفن الروحاني الرفيع.

📺 برنامج "دولة التلاوة": مشروع وطني لإحياء الريادة

في إطار جهود الدولة المعاصرة للحفاظ على هذا الإرث وتجديده، أطلقت مصر برنامج "دولة التلاوة" التلفزيوني، الذي يُعد أضخم مسابقة قرآنية من نوعها في تاريخ البلاد. ويهدف البرنامج، بالتعاون بين وزارة الأوقاف والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إلى اكتشاف ورعاية الأصوات الشابة والموهوبة التي تلتزم بـالمدرسة المصرية الأصيلة في التلاوة. وقد شهدت الاختبارات الأولية للبرنامج مشاركة تفوق 14 ألف متسابق.

🕰️ مواعيد البث والانتشار

لضمان أقصى درجات الانتشار لمشروع إحياء التلاوة، يُذاع البرنامج أسبوعياً في توقيت موحد، ليلقى متابعة جماهيرية واسعة:

    مواعيد العرض: يُعرض البرنامج في تمام الساعة التاسعة مساءً (9:00 م) بتوقيت القاهرة، ويتم بثه بشكل أساسي يومي الجمعة والسبت.

    القنوات الناقلة: يُذاع البرنامج على شبكة واسعة من القنوات الفضائية الكبرى، أبرزها: قناة الحياة وقناة CBC وقناة الناس وقناة مصر قرآن كريم.

    المنصات الرقمية: تتاح الحلقات كاملة للمشاهدة في أي وقت عبر منصة Watch It الرقمية.

🌟 دور المقرئين المصريين الريادي (التاريخ والجذور)

إن هذا البرنامج ما هو إلا امتداد لإرث عظيم، حيث يشكل المقرئون المصريون القوة الدافعة والمحور الأساسي في صيانة ونشر التلاوة بأحكامها وجودتها. فقد وضع جيل الرواد، مثل الشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمود خليل الحصري، الأسس التي يقوم عليها فن التلاوة المعاصر، مستخدمين المقامات العربية بمرونة وخشوع لخدمة النص القرآني. كما كان لـإذاعة القرآن الكريم من القاهرة دور محوري في وصول أصوات هؤلاء العمالقة إلى كل بقاع العالم الإسلامي.

🏆 الجوائز ومكافآت التميز

رصدت الدولة جوائز نوعية ومالية ضخمة للبرنامج لرفع مكانة الفائزين، تشمل: تسجيل المصحف الشريف كاملًا بصوت الفائزين وإذاعته، وإتاحة الفرصة لهم لإمامة المصلين في المساجد الكبرى، بالإضافة إلى جوائز نقدية تصل إلى ملايين الجنيهات.

في الختام، تبقى "دولة التلاوة" لقباً مستحقاً لمصر، ويؤكد برنامجها الحديث التزامها بتصدير جيل جديد من القراء المتقنين، ليواصلوا دور أسلافهم كسفراء روحيين للتلاوة القرآنية.