تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



نفرتيتي: مصر تطالب باستعادة ملكتها المخطوفة رهينة برلين


القاهرة: مصريات.

يظل وجهها المنحوت بإتقان يمثل أيقونة خالدة للجمال والغموض، إنها الملكة نفرتيتي، زوجة الفرعون الموحد إخناتون، التي ألهمت حقبة كاملة من الفن المصري القديم. ولكن، هذه الأيقونة التي لا تُقدر بثمن، تجد نفسها اليوم في قلب معركة ثقافية وقانونية عمرها يزيد عن قرن، معروضة خلف زجاج متحف برلين الجديد في ألمانيا، بعيداً عن أرض ميلادها في تل العمارنة.

هذا التمثال النصفي، المكتشف عام 1912 والذي يجسد الأسلوب الواقعي المذهل لعصر الأسرة الثامنة عشرة، لم يكن مجرد قطعة فنية؛ بل أصبح رمزاً حياً لقضايا ملكية التراث والجدل حول عمليات التنقيب التي تمت في بدايات القرن العشرين. فبينما تصر مصر على أن التمثال خرج من أراضيها بطرق غير مشروعة تنطوي على "خداع أثري"، وتطالب باستعادته لإعادته إلى موطنه الأصلي، تتمسك ألمانيا بحقه في حيازة الأثر، مستندة إلى وثائق تقسيم الاكتشافات التي تمت آنذاك.

هذا التقرير الوافي يغوص في العمق التاريخي والأثري لتمثال نفرتيتي، محللاً سماته الفنية الفريدة، ومستعرضاً الوضع القانوني المعقد لقضية الاسترداد، وصولاً إلى استعراض أبرز الحملات الرسمية والشعبية التي أطلقتها مصر على مدار عقود للمطالبة بعودة وجه ملكتها، في صراع لا يزال صداه يتردد في أروقة الدبلوماسية والمتاحف الدولية.

 

الخلفية الأثرية والتاريخية

تمثال نفرتيتي النصفي هو تمثال من الحجر الجيري الملون يصور وجه الملكة نفرتيتي (Nefertiti)، زوجة أمنحتب الرابع (إخناتون)، الذي حكم مصر في عصر الأسرة الثامنة عشرة (حوالي 1353–1336 قبل الميلاد). اشتهرت نفرتيتي بدورها البارز في ثورة زوجها الدينية التي دعت إلى عبادة إله واحد هو آتون (قرص الشمس)، واتخاذ مدينة أخيتاتون (تل العمارنة حالياً) عاصمة جديدة للبلاد.

    الاكتشاف: تم اكتشاف التمثال في 6 ديسمبر 1912 من قبل عالم الآثار الألماني لودفيج بورشاردت (Ludwig Borchardt) وفريقه.

    موقع الاكتشاف: تم العثور على التمثال في ورشة النحات المصري القديم تحتمس (Thutmose) في مدينة تل العمارنة (أخيتاتون). كانت الورشة تحتوي على العديد من الأعمال الفنية والنماذج، مما يشير إلى أن التمثال كان نموذجاً أو عملاً لم يكتمل بعد.

    النقل إلى ألمانيا: نُقل التمثال إلى ألمانيا في ظروف مثيرة للجدل في عام 1913، بعد تقسيم الاكتشافات بين مصر وبعثة بورشاردت وفقاً للقواعد المعمول بها آنذاك.

السمات الفنية والأثرية للتمثال

يعتبر تمثال نفرتيتي النصفي تحفة فنية ومعياراً للجمال في العصر القديم، ويتميز بعدة خصائص:

    المادة والحجم: مصنوع من الحجر الجيري المغطى بالجبس الملون. يبلغ ارتفاعه حوالي 48 سنتيمتراً ويزن حوالي 20 كيلوغراماً.

    الجمالية والواقعية: يتميز التمثال بجمالية فائقة ودقة في التفاصيل، حيث يبرز العنق الطويل والأنيق، والملامح المتناسقة للوجه، والشفاه الممتلئة، والعينان اللوزيتان.

    التلوين: لا يزال التلوين الأصلي نابضاً بالحياة بشكل مدهش. ترتدي نفرتيتي تاجها الأزرق الشهير المزين برأس ثعبان الكوبرا (الصل)، وترسم حول عينيها خطوط سميكة من الكحل الأسود.

    الحالة: التمثال في حالة حفظ ممتازة باستثناء العين اليسرى المفقودة. يرى البعض أن بورشاردت لم يجدها، بينما يرجح آخرون أن النحات تحتمس لم يضعها أصلاً لأن التمثال كان بمثابة نموذج.

    الأهمية الفنية: يعكس التمثال الأسلوب الفني المبتكر والواقعي الذي ميز عصر العمارنة، حيث ابتعد النحاتون عن القواعد الصارمة للفن المصري التقليدي لتقديم صور أكثر حيوية وفردية.

الوضع الحالي وأحقية مصر في استعادة الأثر

الموقع الحالي: التمثال معروض حالياً في المتحف الجديد (Neues Museum) في برلين، ألمانيا.

1. أحقية مصر في الاستعادة (الجدل الأثري والقانوني)

تطالب الحكومة المصرية باستعادة تمثال نفرتيتي منذ عقود، مرتكزة على نقطتين رئيسيتين:

    الخداع في عملية النقل: تزعم مصر أن عالم الآثار لودفيج بورشاردت أخفى القيمة الحقيقية للتمثال خلال عملية تقسيم المكتشفات مع الجانب المصري عام 1913. تقول الرواية المصرية إن بورشاردت غطى التمثال بالطين والرمل وقدمه كتمثال "قليل القيمة" أو "مصنوع من الجبس" لضمان خروجه من مصر.

    الوضع القانوني: تؤكد الحكومة المصرية أن تصدير التمثال، حتى لو تم بموجب اتفاقية تقسيم الاكتشافات، يعتبر غير قانوني لأنه خرج بناءً على معلومات مضللة، وبالتالي يجب إعادته بموجب مبادئ القانون الدولي لاستعادة الممتلكات الثقافية المسروقة أو المنقولة بطرق غير مشروعة.

2. الموقف الألماني

تصر ألمانيا على أن عملية الحصول على التمثال كانت قانونية بموجب قواعد تقسيم الاكتشافات التي كانت سارية في ذلك الوقت (قواعد القسمة أو Partage). وتشدد على النقاط التالية:

    الالتزام بالقواعد: تم توقيع الوثائق القانونية لعملية التقسيم والموافقة عليها من قبل السلطات المصرية المعنية آنذاك.

    ملكيتها الثقافية: تعتبر ألمانيا التمثال الآن جزءاً من ملكيتها الثقافية وتاريخ متاحفها، وتؤكد قدرتها على حفظه وعرضه بأفضل التقنيات.

الحملات المصرية والدولية والإحصائيات

1. الحملات والحركة الدبلوماسية

شهدت العقود الماضية العديد من الحملات الرسمية والشعبية للمطالبة بعودة التمثال، أبرزها:

    مطالبات زاهي حواس: قاد عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس عدة حملات ومراسلات رسمية مكثفة للمطالبة بعودة نفرتيتي، مؤكداً على أهميته كـ"سفيرة" للتاريخ المصري ويجب أن تكون في بلدها الأصلي.

    الحملات الشعبية والدولية: ظهرت حملات شعبية مثل حملة "العودة إلى الوطن" (Nefertiti’s Return) التي حشدت دعماً دولياً للمطالبة بعودة التمثال.

    الجهود الدبلوماسية: استمرت المفاوضات والطلبات الرسمية عبر القنوات الدبلوماسية بين وزارتي الخارجية والثقافة في البلدين، ولكن دون جدوى حتى الآن.

2. إحصائيات الزيارة (تقديرات)

يعتبر تمثال نفرتيتي من بين أكثر الأعمال الفنية زيارة في العالم. وعلى الرغم من أن المتاحف لا تفصل دائماً إحصائيات الزيارة لتمثال بعينه، إلا أن المتحف الجديد في برلين (مكان عرض التمثال) يجذب مئات الآلاف من الزوار سنوياً:

    عدد الزوار: يزور المتحف الجديد عادةً ما يزيد عن 700,000 إلى مليون زائر سنوياً (هذا الرقم يشمل إجمالي زوار المتحف، والعديد منهم يأتي خصيصاً لمشاهدة نفرتيتي، التي تعتبر النقطة الجاذبة الرئيسية).

    الأهمية الاقتصادية: يمثل التمثال قيمة سياحية واقتصادية هائلة لمدينة برلين ومتاحفها.

تاريخ الإضافة: 2025-11-23 تعليق: 0 عدد المشاهدات :396
0      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات