نجحت صناعة الشوكولاتة في مصر في التحول من سوق يعتمد بشكل كبير على الاستيراد إلى مركز إقليمي رائد في التصنيع والتصدير، مستفيدة من موقعها الجغرافي وقاعدة صناعية متنامية. يشهد هذا القطاع نمواً لافتاً، مدعوماً بضخ استثمارات ضخمة من علامات تجارية عالمية كبرى اتخذت من مصر قاعدة إنتاجية لها.
📈 نمو ملحوظ وفائض تجاري مدعوم بالأرقام
تؤكد الأرقام الرسمية مدى نجاح مصر في تحويل هذا القطاع إلى صناعة ذات قيمة مضافة عالية:
قفزة في الصادرات (2025): سجلت صادرات مصر من الشوكولاتة المصنّعة نمواً استثنائياً. فخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، بلغت الصادرات نحو 166 مليون دولار، بنسبة نمو بلغت حوالي 39% مقارنة بالفترة المماثلة سابقاً.
تحقيق الفائض التجاري (2023): حققت مصر فائضاً تجارياً كبيراً في الشوكولاتة عام 2023، حيث بلغت الصادرات 181.8 مليون دولار، في حين لم تتجاوز الواردات 53.6 مليون دولار. هذا الفائض يؤكد تزايد الاعتماد على الإنتاج المحلي وتلبية متطلبات الأسواق الخارجية.
المرتبة الدولية: وبفضل هذا الأداء، جاءت مصر في المرتبة 13 عالمياً بين الدول التي تحقق فائضاً تجارياً من الشوكولاتة، والأولى عربياً والثانية إفريقياً.
الهدف المستقبلي: تستهدف الخطط الحكومية رفع قيمة الصادرات السنوية إلى مليار دولار خلال الأعوام المقبلة، مما يعكس الثقة في القدرة الإنتاجية والتنافسية للقطاع.
🌐 استقطاب العلامات التجارية العالمية: مصر كقاعدة تصنيع
أكبر دليل على جاذبية السوق المصري يكمن في نجاح البلاد في استقطاب استثمارات ضخمة من الشركات العالمية التي قررت تصنيع منتجاتها داخل مصر بدلاً من الاكتفاء بالتوزيع، محولة مصر إلى "بوابة" للتصدير إلى أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحتى أوروبا.
أمثلة على استثمارات الشركات الكبرى:
مارس (Mars): تعتبر إحدى أبرز الأمثلة، حيث ضخت "مارس إيجيبت" استثمارات بلغت 280 مليون دولار لإضافة خطوط إنتاج جديدة.
الطاقة الإنتاجية: تستهدف الشركة رفع إنتاجها السنوي من الشوكولاتة إلى 65 ألف طن سنوياً.
التصدير: تُخصص الشركة نسبة كبيرة من إنتاجها للتصدير إلى أكثر من 50 سوقاً عالمياً، مؤكدة دور مصر كمركز عالمي للتصنيع والتوزيع.
مونديليز (Mondelez): بدأت الشركة في إنتاج علاماتها التجارية العالمية الشهيرة، مثل شوكولاتة "ميلكا" (Milka)، داخل مصانعها في مصر، مع خطط توسعية مستمرة.
مفاوضات واستثمارات جديدة: تجري مفاوضات حالياً مع شركات كبرى، مثل شركة باري كاليبو (Barry Callebaut) السويسرية، لإقامة مصانع جديدة باستثمارات متوقعة تصل إلى 30 مليون دولار، مما يشير إلى استمرار تدفق رؤوس الأموال الأجنبية في هذا القطاع.
تحديات ومقومات النجاح
بالرغم من عدم زراعة حبوب الكاكاو في مصر، فإن الصناعة اعتمدت على الاستيراد الفعال للمواد الخام واستغلال المقومات التالية:
الطلب المحلي: يستهلك المواطن المصري في المتوسط حوالي 500 جرام من الشوكولاتة سنوياً (حسب إحصائيات سابقة)، وهو استهلاك يعد منخفضاً مقارنة بالأسواق العالمية، ولكنه يمثل فرصة نمو كبيرة للمصنعين لتلبية طلب السوق المحلي المتزايد.
البيئة الاستثمارية: توفير بيئة صناعية متطورة وحوافز تصديرية فعالة، بالإضافة إلى العمالة الماهرة والقدرة على الوصول اللوجستي إلى مختلف الأسواق.
في الختام، تُعد صناعة الشوكولاتة في مصر نموذجاً ناجحاً لتعميق التصنيع المحلي وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتحويل الواردات إلى صادرات ذات قيمة عالية.
تاريخ الإضافة: 2025-11-17تعليق: 0عدد المشاهدات :461