🏛️زهران ممداني يصنع التاريخ: أول عمدة مسلم لنيويورك
واشنطن: خاص.
شهدت مدينة نيويورك فوزاً تاريخياً للمرشح الديمقراطي زهران ممداني بمنصب عمدة المدينة في انتخابات نوفمبر 2025، ليصبح بذلك أول عمدة مسلم ومن أصول جنوب آسيوية للمدينة. جاء هذا الفوز كإحدى أكبر المفاجآت السياسية في التاريخ الأمريكي الحديث، خاصة وأنه حقق النصر رغم مواجهته لحملة مضادة قوية تضمنت تهديدات مباشرة من الرئيس السابق دونالد ترامب.
🏛️ سياق الانتخابات والتحديات
جاء فوز ممداني (34 عاما) بعد أن كان يُنظر إليه في البداية كمرشح احتجاجي، لكنه استطاع أن ينتزع ترشيح الحزب الديمقراطي في يونيو 2025، متفوقًا على الحاكم السابق القوي أندرو كومو. وقد تميزت حملته بالتركيز على قضايا العدالة الاجتماعية والقدرة على تحمل تكاليف المعيشة في نيويورك، وهو ما لاقى صدى واسعًا لدى الناخبين، خصوصًا الشباب والطبقة العاملة.
الخلفية السياسية: ينتمي ممداني، وهو نائب في جمعية ولاية نيويورك، إلى التيار التقدمي للحزب الديمقراطي ويدعم الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا (DSA).
البرنامج الانتخابي: شمل برنامجه مقترحات جذرية مثل تجميد الإيجارات لأكثر من مليوني شخص، وتوفير مواصلات عامة مجانية وسريعة، وتقديم رعاية شاملة للأطفال.
🛑 التهديدات والمقاومة
كان فوز ممداني استثنائياً بالنظر إلى شدة المعارضة والحملة التي استهدفته:
تهديدات ترامب: شن الرئيس دونالد ترامب هجوماً لاذعاً على ممداني، واصفاً إياه بأنه "شيوعي مجنون" وهدد بقطع التمويل الفيدرالي عن المدينة في حال فوزه. كما هدد باعتقاله وتسحب الجنسية منه، وتشير التقارير إلى أن ترامب طالب ممداني بـ"التصرف الصحيح وإلا...".
استنفار السياسيين والممولين: سعى ما لا يقل عن 26 مليارديرًا أمريكيًا لعرقلة فوز ممداني، حيث أنفقوا ملايين الدولارات في محاولة لإسقاطه بسبب مواقفه التقدمية وتركيزه على زيادة الضرائب على الأثرياء والشركات الكبرى.
المعارضة حول السياسة الخارجية: كان ممداني معارضاً شرساً للسياسات الإسرائيلية وداعمًا قوياً للقضية الفلسطينية، ووصف ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية، وقد أثارت تصريحاته حول استعداده لاعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا زار المدينة جدلاً واسعاً، واستنفرت جهوداً مضادة من بعض الأوساط السياسية واليهودية لإسقاطه، رغم أن مواقفه تلك لم تغير من تأييد قطاع واسع من الناخبين، بمن فيهم الشباب اليهودي المناهض للحرب.
🥳 الأهمية التاريخية والنتائج
يُعد فوز ممداني انتصاراً للتيار اليساري التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، ونجاحاً لنموذج حملة انتخابية ركزت على تسجيل الناخبين الجدد وتعبئة الشباب والأقليات.
كسر الحواجز: سيصبح ممداني، المولود في أوغندا، أول عمدة مسلم وأول عمدة من أصول جنوب آسيوية لمدينة نيويورك، وهو ما يمثل انعكاساً للتنوع الديموغرافي للمدينة.
صدمة سياسية: شكل الفوز صدمة داخل الحزب الديمقراطي وكشف عن انقسام داخلي حول مسار الحزب المستقبلي، ما بين التوجه نحو اليسار الاشتراكي الذي يمثله ممداني أو الاتجاه نحو الوسط.
باختصار، يمثل فوز زهران ممداني نقلة نوعية في المشهد السياسي لنيويورك، مؤكداً على أن الحراك الشعبي والاجتماعي المتمرد يمكن أن يتجاوز عقبات المؤسسة السياسية التقليدية والضغوط المالية الهائلة والتهديدات الرئاسية.
تاريخ الإضافة: 2025-11-05تعليق: 0عدد المشاهدات :110