الشارقة: تشكيل.
نظم قسم الفنون في جمعية الاتحاد النسائية بالشارقة المعرض الفني الفردي السادس "نبض الروح" للفنانة التشكيلية الفلسطينية رحاب صيدم، بتوجيهات من معالي الشيخة عائشة بنت خالد بن محمد القاسمي، رئيس جمعية الاتحاد النسائية بالشارقة. وبحضور معالي الشيخ د.علي بن عبدالله المعلا رائد الفن التشكيلي، وسعادة سارة بنت علي بن كرم، مدير جمعية الاتحاد النسائية بالشارقة، والأستاذة فاطمة الحواي نائبة مديرة الجمعية.
المعرض الذي أقيم في قاعة "البيان" في الجمعية اشتمل على العديد من اللوحات التي برزت فيها الطاقة اللونية، واستبصار البعد الثالث، وتجلت فيها تجربة الفنانة الطويلة في عالم الفن التشكيلي.
حضر حفل الافتتاح الدكتور عمر عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العربي في الشارقة، والفنان الحروفي الدكتور خليفة الشيمي، والممثل أحمد فريد، وسمر أبو سلطان سكرتيرة القنصل الفلسطيني نيابة عن القنصل، والدكتور محمد يوسف رئيس جمعية الإمارت للفنون التشكيلية، والكاتب الصحفي الأمير كمال فرج، والفنانة سهام الوزيري، ونخبة من الفنانين والمهتمين بالفن.
المرأة الفلسطينية بأزيائها التقليدية المشعة بالأمل هي الأيقونة الحاضرة المتكررة في أغلب اللوحات، حيث تحرص الفنانة على دمج الألوان الزاهية والرموز التراثية، مع لمسات معاصرة تجعل فنها جسرًا بين الماضي والحاضر. بعض أعمالها تحمل طابعًا تجريديًا، بينما أخرى تكون أكثر واقعية أو تعبيرية.
وأشاد الدكتور عمر عبدالعزيز بتجربة الفنانة، وقال أنها فنانة واعدة بمزيد من العطاء الجميل، مشيرًا إلى أنها خرجت من معطف الدكتور عبدالرحيم السيد وأصبح لها فضاءها، وتعبيراتها الخاصة.
وأضاف أن "تجربة رحاب صيدم في هذا المعرض فيها تجديد وتعتبر انعطافة حقيقية في تجربتها الفنية، وألاحظ بشكل خاص علاقتها بالألوان، فهي فنانة ملوّنة بالدرجة الأولى، حتى أني على مستوى الشخصي أقرأ بعض اللوحات بشكل مجزوء، أقرأ البعد التجريدي لوحده، والبعد التجسيدي لوحده ، لأنني أشعر أنها تجرد بطريقة لونية وفضاءات لونية متسعة لقابلية تعبيرية مختلفة، بشكل جميل جدًا".
وأوضح الدكتور عمر عبدالعزيز أنه لاحظ في اللوحات الطاقة اللونية والقدرة على الاشتغال في التجريد، والقدرة على استبصار البعد الثالث في المنظور بطريقة تجريدية، حيث كانت عناصر مهمة في هذه التجربة، التي تعتبر جملة بصرية واحدة ومتعددة في نفس الوقت.
وأبان أن "الجانب الثاني الذي لفت انتباهي أن الفنانة سمت بعض اللوحات ولكنها لم تسمي لوحات أخرى بدت فيها رحاب نفسها ، وإذا أخذت هذا البعد بالإضافة الى مسميات اللوحات المختلفة، أجد أن بعد الهجرة والاغتراب والحنين .. الابعاد النفسية أساسية في التسميات، وهذا تعبير حقيقي عن البشرية المعاصرة، فكلنا في حالة حيرة، كنا كذلك على المستوى التاريخي المعروف، ولكننا صرنا في حيرة أكبر في هذا الظرف الذي يضعنا أمام كثير من الاكراهات الوجودية ذات الصلة بالتطورات المتسارعة الحديثة، وبالتالي الفنانة تعبر عن هذا الفضاء بطريقتها الخاصة، عن طريق الألوان".
رحاب صيدم فنانة فلسطينية ولدت في الكويت وعاشت فيها طفولتها وشبابها ولم تزر فلسطين، ولم تشاهد على الأرض، إلا أنها استطاعت أن تتمثل ما حفظته من أوصاف وحكايات عن جدتها، وما رأته لدى عجائز أسرتها من أزياء تشع بألوان شفّافة جميلة متناسقة.





